كذا يلج الموت غاب الأسود
ديوان السيد حيدر الحلي
كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ=وتُدفن رضوى ببطن اللحود
كذا يُستباح حريمُ العُلى و=تهوى بدور الهدى في الصعيد
بنفسيَ من لم يرثه ذووه=غير علاءٍ ومجدٍ مشيد
وكُبَّت جفانُ القِرى بعده=ونيرانها رُميت بالخمود
حلفَ الندى وشقيق السماح=ليومك هولٌ كيوم الورود
سُقيت الحيا لست أنت الفقيد=ولكنَّ صبريَ عينُ الفقيد
فلا قلتُ بعدك للعيش طب=ولا قلتُ بعدك للسحب جودي
لقد دلَّ مجدُك هذا الطريفَ=على مجد قومك ذاك التليد
بني هاشمٍ هم عقودٌ وأنتَ=واسطة ٌ بين تلك العقود
ولو كان يُدفع ريبُ المنون=عن المرء في عُدَّة ٍ أو عديد
لقامت تقيك الردى فتية ٌ=تُذمُّ إذا شُبّهت بالأُسود
صِباحُ الوجوه وأسيافهم=من الموت تُطبع لا من حديد
وتغدو المنايا بأرماحهم=شوارعَ ما بين حمرٍ وسود
ولكنَّه لموتُ لا مانعٌ لمن=رام من سادة ٍ أو عبيد
عزاءً أبا «صالحٍ» لا فجعتَ=من بعد هذا المصاب الكؤود
فحلمُك أرسى من الراسيات=وليس شبيهٌ له في الوجود
وجاراك في الفخر أهلُ السباق=ولكن سبقت لشأوٍ بعيد
فأصبح شأنُهم في انحدارٍ=وشأنك عنهم غدا في صعود
وما مرَّ يومٌ جديدٌ عليك=إلا ظهرت بفضلٍ جديد
لئن ساءك الدهرُ في «جعفرٍ»=فإنَّ الإساءة َ شأنُ العبيد