وأبيك لا حيّ يدوم
ديوان السيد حيدر الحلي
وأبيك لا حيٌّ يدومُ =فعلام ترمضك الهمومُ؟
لا تجزعنَّ لضاعن =وانظر هديت مَن المقيم
إنّا بنو الدنيا تطيبُ =لنا ومربعُها وخيم
نرجو الشفا لسقيمنا =وصحيحنا فيها سقيم
ونروم أن نبقى بها =والموتُ غاية ُ ما نروم
هذا «الحسينُ» وكان يس =تسقى بطلعته الغيوم
سائل به محرابَه= إن شئتَ فهو به عليم
يخبرك كم بسناه أم =سى يزهر الليلُ البهيم
متهجداً لله ودَّت =لثمَ مسجده النجوم
هو واحد التقوى الذي= هي بعد مولده عقيم
رحل الحمام به فتلك =معالم التقوى رسوم
رُفعت برفع سريره ال =بركات وافتُقدَ النعيم
حملوه والتقوى تنا =شده ومدمعُها سجوم
يا ذاهباً لا يُرتجى =أبد الزمان له قدوم
فاللحدُ هل يدرى أأن =تَ أم الصلاحُ به مقيم؟
قمرُ السماء به توارى= أم محيّاك الكريم؟
إن يوصِ غيرك مَن بأر= ثِ يتيمه ورعاً يقوم؟
فالنسك إرثٌ والوصيُّ =تقاك والزهدُ اليتيم
ومقيم مأتمك التقى= إن التقى نعمَ المقيم
وبك المعزَّى من أتى =في مدحه الذكر الحكيم
القائمُ "المهديُّ" مَن= تُجلى بطلعته الهموم
ورث النبوَّة علمها =فهو الخبيرُ بها العليم
مولى ً بنادي عزِّه =تتضاءل الصيدُ القروم
نادٍ ملائكة ُ السماء= على سرادقه تحوم
وبشمِّ آناف الملوك =ترابُ عتبته شميم
في صدره "المهديُّ" تص= در للورى منه العلوم
ملأتْ نتائجه الزمان =وغيره الشكل العقيم
فله الزعامة في الهدى= وسواه في الدعوى أثيم
يا مَن له النسبُ الصريح ال= محض والحسبُ الكريم
عجباً يروم عُلاك من= لك فوقه الشرفُ القديم
فوق الرغام وتحت نعلك= أنفُ همته رغيم
هبه يرومُ فأين مِن =يد من على الأرض النجوم؟
مثلان خلقُك والنسيمُ =ونداك والغيثُ العميم
ولأنت واسطة العلاء= وولدُك العقدُ النظيم
قومٌ بهم أمِنَ المروعُ =وفيهم أثرى العديم
كلاً تراه "جعفراً"= في الجود وهو لهم زعيم
أرجُ السيادة فيهم= كالمسك ينشره النسيم
رضعوا الإمامة فالجميعُ =بنور عصمتها فطيم
فولاؤهم فرضٌ وهد= يُهم الصراطُ المستقيم
لبس الزمان بهاءهم =فبهم محيّاه وسيم
وبهم لنا الأيام يقطر =من غضارتها النعيم
تهوى السماء بأنها =لصعيد أرضهم أديم
وإذا مشوا فوق الثرى= حسدت نعالهم النجوم
يا سادة العلما ومَن= تزن الجبال لهم حلوم
بكم العزاءُ وحسبنا =من كل ماضٍ أن تدوموا
"أمحمدٌ" في ظلهم =ستنال أقصى ما تروم
فأبوك إن يفقدْ فكلّ =همُ أبٌ برٌّ رحيم
سيقرَّ عيناً في الثرى =إذ فيك جودُهم يقوم
حيّا الملائكُ قبره =من حيث فيه هو المقيم
وسقته من أنواء عفو= الله واكفة ٌ سجوم