من ربع عزة قد نشقت شميما - في رثاء الإمام الكاظم (ع)
الشيخ محمد الملا
من ربع عزة قد نشقت شميما=فأعادني حياً وكنت رميما
وعلى فؤادي صبّ أي صبابة=هي صيرتني في الزمان عليما
ومرابع كانت مراتع للمها=راقت ورقّت في العيون أديما
أعلمن يوم رحيلهنّ عن اللوا=أن الهوى بالقلب بات مقيما
أسهرن طرفي بالجوى من بعدما=أرقدنه في وصلهن قديما
كم ليلة حتى الصباح قضيتها=معهن لا لغواً ولا تأثيما
فكأنني من وصلهنّ بجنة=فيها مقامي كان ثمّ كريما
ماذا لقيتُ من الغرام وإنما=فيه ارتكبت من الذنوب عظيما
خسرت لعمرك صفقه الدهر الذي=فيه السفيه غدا يُعدّ حليما
أتروم بدر نسيمه وابى على=الأحرار إلا أن يهبّ سموما
قد سلّ صارمه بأوجه هاشم=فانصاع فيه أنفها مهشوما
فمن الذي يهدي المضلّ إلى الهدى=من بعدهم أو ينصف المظلوما
وبسيبه يغنى الورى وبسيفه=يجلو عن الدين الحنيف هموما
هذا قضى قتلاً وذاك مغيباً=خوف الطغاة وذا قضى مسموما
من مبلغ الاسلام أنّ زعيمه=قد مات في سجن الرشيد سميما
فالغيّ بات بموته طرب الحشا=وغدا لمأتمه الرشاد مقيما
ملقى على جسر الرصافة نعشه=فيه الملائك أحدقوا تعظيما
فعليه روح الله أزهق روحه=وحشا كليم الله بات كليما
لا تألفي لمسرة فهرٌ فقد=أضحى سرورك هالكاً معدوما
منح القلوب مصابه سقماً كما=منع النواظر في الدجى التهويما