أتتني بوجهٍ ضحوكٍ وضي=فقلتُ لها أعرضي أعرضي
أأغفو على الوردِ مستأنساً=أيا نفسُ بعدَ الحسين ِانهضي
فما للسرورِ خُلِقتُ أنا=وقلبيَ للهوِ لم ينبض
لبستُ السوادَ وعشتُ الأسى=أرددُ شعر الشريف الرضي
إذا أنت لا زلتِ يا كربلا=بكرب ٍفحزنيَ لا ينقضي
رفضتُ السعادةَ من بعدكِ=فإني المعذَّبُ و الرافضي
كأنفاس ِنفسي دموعي جرتْ=وغير البُكا صرتُ لا أرتضي
وعفرتُ خدي على تربِكِ=ذريهِ على التربِ لا تنفضي
وفي نهر دمعي سَبَحْتُ وفي=دموع الحسينِ شفا مرضي
وإني اشتريتُ محبَّتكِ=وعانيتُ من سعرِها الباهضِ
وخافضةٌُ أنتِ رافعةٌ=ألا فارفعي في الورى واخفضي
هبيني الحياةَ أيا كربلا=وإن شئتِ أن تقبضي فاقبضي
وإن شئت ِ سيدتي خيِّري=وإنْ شئتِ أن تفرضي فافرضي
فلبيكِ لبيكِ إن تحكمي=ولبيك ِ لبيك ِ إن تَنقُضي
فدنيايَ مظلمةٌ كلُّها=وليس سواكِ إليَّ يُضي