لأنّ حياتنا و مماتنا ونشورنا "علي"
لا يبقى لقصائدنا إلا حروف علاه أغنيةً لعشق خالد ..
الموتُ أحكمَ في يديه وثاقي = واغتالَ مني نبضةَ الخفّاقِ
وأذاب في الحلقوم رعشةَ مهجتي = ليذرّها في معمع الآفاق
واستلّ من نَصِّ الحكاية منطقي =والناظرَ المزروع في الأحداق
ليفورَ والتنُّورُ يقدحُ زنده=بالسّاعر المتضرّم الحرّاقِ
ويدُ الهواجس أنشبت إعصارَها = لتحطّ عاصفةً على استنشاقي
و أنا ألوكُ دمَ الكلامِ مجفّفا=همزاته تعصي على أشداقي
ويخاتلُ الجمّارَ بين زنابقي =صابُ المنون و حنظلُ الإنفاق
وذبلتُ عودا في هشاشةِ عمره=متناثرا من ساقطِ الأوراق
وتساؤل الملكين يقحمُ وحشتي=ويهزُّني في جلسةِ استنطاق
أدركتُ أني في جحافل غفلتي =والإثمُ جرّعني أمرَّ مذاق
أعلنتُها :أزفَ الضياع بلجّتي=ليخورَ جسمُ الصبرِ من إغراقي
وتجاذبتني موجةٌ مرتابةٌ =مصفوعةٌ بالخوفِ و الإقلاق
لا القولُ يسعفُ ما أكنُّ جوابه=أو يستبيحُ الصمتَ في إطراقي
كلا ولا يرقى لهاطل حسرتي = مطرٌ كمصبوب الحيا المهراق
وانثالَ معتركُ الوجود لباصري=والذكرياتُ تمورُ في آماقي
من مفرق الذرِّ ابتدرتُ فهالني=صكٌّ ضربتُ ببدئه ميثاقي
وذكرتُ في الأمشاج وشما صارخا=يرمي ببصمته على أعلاقي
وذكرت أمي في جموح مخاضها=والنفس شطَّ بها رؤى الإزهاق
وب "يا عليٌّ "أينعت صرخاتها=زهرا وصار العمر ذا إيراق
وب "يا عليٌّ" رتَّلت خفقاتها=عشقا كنهر الشهد في الأذواق
وسمعتُ بعضك ثيمةً سيّالة=عند الأذان وفي الصلاة الباقي
وأبي مع النجف اختمار قصيدة= تهدي إليك نوازع الأشواق
فأراك جذرا يستقيم بنهضتي =ويهندسُ العمرانَ في أخلاقي
ورتاج سرّك من كنوز طفولتي=في قاع بئر محكم الإغلاق
ودفاتري دَرَجت على أسطورةٍ=محكيّةٍ من وهجك العملاقِ
في الخطّ في الإملاء بين فواصلي=وأراك في الإنشاء رهن سياقي
و كبرتُ يا مولاي يحرسني الجوى=ويضمُّني لكتيبة العشاق
ورأيتُ كلّي في جميعك هائما =يزجي الثناء بلحظة استغراق
يا سحرَ ذكرك للأسى ضمّادة=وإذا مرضتُ وجدته ترياقي
والعين لو رمدت ترابُك كحلها=و هواك من ريح المتاهة واقي
وذكرت اسمك نابتا في سحنتي=نقشا تعذَّر عن يد الورّاق
أشدو به ، أعدو به، أبدو به=ضوءا ثَرِيّاً كالشهاب الراقي
وذكرت أنك في خيولِ صبابتي=تجري بمجرى الدمِّ في أعماقي
تجتاح أفنيتي بإكسير الهوى=فيذوب في ليل المحاق محاقي
ويضيئني بدرُ التجلي عارجا=من سفح هاويتي إلى الإعتاق
ويخيط في منوال تيهي بُردة=مختومة بتولُّهٍ خلاق
أهفو و تشتعل الخرائط في فمي=وتسافر الأوتارُ في أنفاقي
ويهزني صخبُ الورود فأنحني=بلقيس كاشفة لهم عن ساقي
تمتارُ من ذات الكتابة خطوتي=فالحبرُ عرشي و القصيد رواقي
بُعدان يحترقان في قيظ المدى=أمسِكْ بظلهما عن الإحراق
واملأ قوارير الندى بجوانح=ظمأى إليك و روّها يا ساقي
بنمارقٍ من سلسلٍ متطامنٍ=في فضّة من كفّك الرقراق
واحلل بنسغي لمسةً أبويّة=ترفو شتات تمزقي و شقاقي
وافتل بجودك حشرجات سرائري = وامنن على اللثغات بالإنطاق
كي يقبلَ الملكان بوح شهادتي=عن وحي عشقك لا عن استحقاقي