محكمة الضمير في حب صاحب بيعة الغدير عمار جبار خضير
محكمة الضمير في حب صاحب بيعة الغدير
سعيدُ الحظِّ من والى عليا=واخلص في المودة والولاءِ
وسار على الطريقة يقتفيها=حثي السيرِ في درب الإباء
وخالف للهوى اذ ما دعته=إلى الزلات في جنحِ الخفاء
وافرغ قلبه من كل حقد=وبادل باللقا أهل الجفاء
يعلمنا عليٌ كيف نحيا=حياة الصالحين الأتقياء
وتلك حياتهُ بحرٌ غزيرٌ=فخذ ما شئت من فيض العطاء
فيا نفسي التي أمرت بسوءٍ=دعيني اليوم الجأُ للقضاء
واقصدُ دارَ عدلٍ شيدتها=مبادئُ نورِ كل الأصفياء
سأكشفُ كل أوراقي لديها=واعلمُ أنَّ في هذا عنائي
وقفتُ أمامها ارتاب منها=كطفلٍ خاف مِنْ شرب الدواء
لأني مخطئٌ في حقِّ ديني=وفي حقِّ الإمامة والولاء
فجاءَ سؤالها زجراً دوياً=ليأخذَ في تلابيب الرداء
أهل أنت الذي يهوى علياً=اجبْ في الحين من دون التواء
أجبتُ مسارعا إني موالٍ=وحيث المرتضى فيه انتمائي
أتتني صفعة فقأت عيوني=وقال ضميرُ محكمة السماء
أهل جسدتَ هذا في فعّالٍ=أمِّ الأقوالَ تسدلُ كالغطاء ؟
أهل طهرت نفسك يا ضعيف=النفس من درن الرياء ؟
وهل فاضت دموعك في الليالي=وخفت الله حقاً في الخفاء ؟
وهل صليت عن قلب خَشوعٍ=ورطبت الشفاه من الدعاء؟
وهل قارعت للشيطان لما=أتاك بحبل مكرٍ في دهاء؟
وهل أسلمت حقاً في يقينٍ=بأنَّ الزهد أنمى في البقاء ؟
وهل ناديتَ بالمعروف يوما=كما نادت جميع الأنبياء ؟
وهل أعطيت للأيتام حقا=إذا كنت المهيمن في العطاء ؟
وهل أنصحتْ للإخوانِّ نصحاً=وقدمتَ النصيحة بالوفاء ؟
وهل أنت المشايع في أداءٍ=كعمارِ بنِ ياسر في الأداء ؟
أهل يكفي التشيع في علي=كلامٌ صاخبٌ في الادعاءِ ؟
(أتأمر بالصلاة ولا تصلي) ؟= بهذا أنت أغبى الأغبياء
فما كان الجواب سوى بكلا=وقد أطرقتُ راسيَ من حيائي
هنا صدرَ القرارُ علي حكما=باني لو بقيتُ على امترائي
فسوفَ أكونُ سنخَ ابنِ آوى=أخادعُ والخديعة في هباءِ
وسوف تسجلُ الدنيا باني=ضعيفا بين كلِّ الأقوياء
وهذي حالة صغرى أمامي=فكيف بحالتي يوم الجزاء
وهذي وهي إن كانت كلامي=لسانُ الحال هادمة بنائي
فدع عنكَ التفاخرَ في كلامٍّ=وقم جسد تعاليم السماء
وعش حرا كريما في عليٍّ=ولا تخشى لقوم أشقياءِ
ودع عنك التكبرَ فهو فحمٌ=تواضع فالتواضعُ كالبهاء
أنا باسم الوصيِّ أبي حسينٍ=أمدُّ إلى الجميع يدَ الإخاء
سلاما يا عليُ مدى حياتي=سيبقى فيك نوري وانطفائي
سعيدُ الحظِّ من والى عليا ..
واخلص في المودة والولاءِ ..