سبَّحي مغفورةَ الذنب
على ثغري
وذوبي في أنيني
واخشعي ما بين أنفاس اشتياقي
أينما يمَّمتِ محرابٌ
فصلي في حنيني
إقرأي في حضرة النور
التراتيلَ التي أعطاك قلبي
وعلى أغوار كفيهِ
اسكبيها
واسكبيني
إحمليني
حيث لا كونٌ سوى عينيهِ
لا دنيا سوى الدنيا لديهِ
وعلى أشفار جفنيه اصلبيني
هاهو انسابَ
كما تنساب روحي بين أوداجي
هاهو اجتاح جذوري
فارتأى ترتيب أمشاجي
فإذا ذاتي
بقايا لهوهِ القدسيِّ
في أخلاط طيني
أيها الموقد روحي
يا تعالى
حبُّك المكتوب في ديني
يا لألطاف حكاياك
تهادت منذ ميلادي بأنفاسي
وما زالت تناغيني
****
أيها الساكن برج النور
أفرعت بعيداً
ليت كان الدرب أقصرْ
سافرتْ كل التعابيرِ
تجدُّ الخطوَ
تجتاح المسافاتِ
ومرساك بعيدٌ
كلما نحوك أسرعتُ
أراني تهتُ أكثرْ
ليت كان الدرب أقصرْ
وأنا مازلت أجري
والحنين الغمر يجري
والمدى حولي كبيرٌ
وسنا وجهك في قلبي أكبرْ.
هدَّني الجُهد بأبواب السماوات ،
صعوداً كنت أعدو ،
يا لقلبي
وإذا بي يا أمير النحل
مصعوقا تولاني ارتعاشٌ
واتقاد الحضرة الأخاذ يظهرْ
وإذا الحور اصطفافٌ
وتراني
والدنا تاهت أمامي
والتصاويرُ تلاشت عند ثغري
والجمالُ المحض في عيني تعثَّرْ.
****
وإذا حوريةٌ
تجثو على أهدابها الشِّعرى
بمثل الدر تفترْ
أقبلت تهمس في روحي برفقٍ :
أيها الآتي تمهَّلْ
واخلع النعل
ولا تنس التحايا
أنت في حضرة قمبرْ