شعراء أهل البيت عليهم السلام - بكتك العاديات على الدهور (مرثية أمير المؤمنين عليه السلام 2)

عــــدد الأبـيـات
45
عدد المشاهدات
3227
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
29/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:24 صباحاً

سأبكي مثل شلاّلٍ غزيرِ=سأبكي قِبلتي وصدى ضميري سأبكي سيّدي المولى عليّاً=مدى عمري إلى اليومِ الأخيرِ ولو أنّ الدموعَ تصيرُ بحرا=فليسَ على إمامي بالكثيرِ ً وذاكَ اليومَ لو ما انفضَّ زهرٌ=و لا عَبقتْ رياحينُ الزهورِ ولا هبَّ النسيمُ على البوادي=ولا سُمعتْ تغاريدُ الطيورِ فلا تعجبْ ، أتعجبُ من ظلامٍ=يحلُّ بغيبةِ الضوءِ الوفيرِ ألا يا عينُ لا تبكي بدمعٍ=ولكنْ بالدماءِ على الأميرِ وإنّي لن أخطَّ الشعرَ حتّى=أرى دمعاً بوجْناتِ السطورِ ولولا الطفُّ أجرى في الأماقي=سيولاً من دموعٍ مع هديرِ لما شهدتْ عيون الحقّ رُزءاً=كيومِ غيابِ بدركَ يا أميري و يومُ الطفِّ يومك يا أميري=شهدتَ مصيرَهُ قبلَ المصير شهدتَ مآسي الأطهار حتّى=غدا فردُ المصيبةِ كالعشيرِ تجّرعتَ المصائبَ والبلايا=صبرتَ ،وليسَ مثلُكَ مِن صبورِ أئمتُنا المنايا قد توالتْ=عليكم بالصدور و بالنحورِ وبالهاماتِ والأحشاءِ سُمّاً=وبالحزنِ المطوّلِ والمريرِ عجبتُ لهم وقد شهدوا غديراً=وهم أجرَوا دماءَكَ كالغديرِ ! فيا للّهِ كم ضربوا قلوباً=بضربةِ هامةِ العَلَمِ المنيرِ وياللّه كم حشدوا ظلاماً=بقتلِ منارةِ العِلْمِ الغزيرِ دنا منكَ الشقيُّ وفيهِ حِقدٌ=وفيهِ جرتْ براكينُ الشرورِ بغدرٍ نالَ منكَ ولو تجلّى=يواجهُ ذا الفقارِ بلا ستورِ يواجهُ مَن أبارَ الكفرَ بوراً=ليُعليَ شِرْعةَ المولى القديرِ لرُوِّيتِ النواحي من دماهُ=وخرَّ بخزيِهِ نحو السعيرِ فكمْ مِن فارسٍ روّتْ دماهُ=ترابَ الحربِ من سيفٍ مبيرِ ولو عمرو بنُ وُدٍّ قام فينا=لحدّثنا عن الحَدَثِ المُثيرِ ولو عرَفَ الذي أهوى بسيفٍ=على رأس سما فوقَ البدورِ بأنّ السيفَ لولا كانَ عبداً=لأمرٍ خطّهُ قلمُ الخبيرِ لقبّلَ رأسَ مولانا عليٍّ=وصار هناك تاجاً من حريرِ بكتكَ الحربُ والسيفُ المثنّى=بكتكَ العادياتُ على الدهورِ بكاكَ الحقُّ ظلُّكَ والفداءُ=وجفنُ العدلِ والزهدِ الغفيرِ ستبكيكَ الدهور أيا إمامي=ورُزؤكَ سيّدي فوق الدهورِ وتبكيكَ الفضائلُ ما تجلّتْ=كمسكٍ أو تهادت كالعبيرِ ببيتِ اللهِ جئتَ إلى الحياةِ=وفيه رحلتَ عنها للمصيرِ ومثلُكَ هل يليقُ به افتخاراً=سوى البيتِ المقدّسِ يا أميري وبالسَحَرِ المقدّسِ سالَ عِرْقٌ=كما سالَ الشعاعُ على الأثيرِ فهزَّ الكونَ عرضاً ثمّ طولاً=وحوّلهُ إلى قلبٍ كسيرِ وأركانُ الهدايةِ قد تهاوتْ=بموتِكَ سيّدي وضحى السرورِ وبحرُ العلم جفَّ عن البرايا=وغابَ عن المدى نجمُ الحبورِ وكادت كلّ أزهار الروابي=يفارقُ حِضنَها عبَقُ العطورِ إمامي المرتضى ، لو أنّ شمساً=هوَتْ من قبّةِ الكون الكبيرِ لهانَ سقوطها في جنبِ بعدٍ=لكم عن عالمٍ منكم نضيرِ مضتْ حِقَبٌ على رُزْءٍ تبدّى=كمثلِ النصلِ في صدرِ الشعورِ ويبقى مهما قد طالَ الزمانُ=كنارٍ في حشاشاتِ الصدورِ فيا بدرٌ تردّى عند فجرٍ=وظلّ بهاؤُه ملءَ العصورِ بمرقدِكَ الشريفِ تطوفُ روحي=إذا بدني تأخّرَ في المسيرِ وتلثمُ مشهداً للعينِ نورٌ=و نورٌ للفؤادِ وأيُّ نورِ
Testing