لله تريك سامراء
حبيب بن طالب البغدادي
لله تريك سامراء فاح به= ريح النوبة إشماما وتعبيقا
هنئت يا طرف فيما متعتك به= يد المواهب تأييداً وتوفيقا
لم يطرق العقل باباً من سرائرهم= إلا وكان عن الأفهام مغلوقا
وفي المعاجز والآثار تبصرة= لرائم غرر الإيضاح تحقيقا
هذا الكتاب فسله عنهم فبه= صراحة المدح مفهوماً ومنطوقا
أبصر بعينيك واسمع واعتبر وزن= المعقول واختبر المنقول توثيقا
وجل بطرفك أيماناً وميسرة= وطف بسعيك تغريباً وتشريقا
فهل ترى العروة الوثقى بغيرهم= حيث الولاء إذا بالغت تدقيقا
وهل ترى نار موسى غير نورهم= وهل ترى نعتهم في اللوح مسبوقا
وهل ترى صفوة الآيات معلنة= لغيرهم ما يؤود الفكر تشقيقا
قوم إذا مدحوا في كل مكرمة= قال الكتاب نعم أو زاد تصديقا
أضحى الثناء لهم كالشمس رأد ضحى= وبات في غيرهم كذباً وتلفيقاً
إني و إن قل عن أوصافهم خطري= وهل ترى زمناً ينتاش عيوقا
تعساً لقوم تعامت عن سنا شهب= إيضاحها طبق الأكوان تطبيقا
إن الإمامة والتوحيد في قرن= فكيف يؤمن من يختار تفريقا
يا من إليهم حملت الشوق ممتطيا= أقتاب دجلة لا خيلا ولا نوقا
الماء يحملني والنار أحملها= من لاعج الوجد تبريحاً وتشويقا
أنتم رجائي وشوقي كل آونة= وأنتم فرجي مهما أجد ضيقا
في يوم لا والد بغني ولا ولد= ولا يفرج وفر المال تضييقا