خذ بالبكاء
الشيخ محمد رضا الازري
خذ بالبكاء فما دمع بمذخور= من بعد نازلة في عشر عاشور
يوم تنقبت الدنيا بغاشية= من المصاب لفقد العالم النوري
واردف الملأ الأعلى براجفة= أللعوالم آنت نفخة الصور
يوم سرى ابن رسول الله يجلبها= قب البطون تهادى في المضامير
ترغو عليها فحول من بني مضر= معودون على حز المناحير
من كل مزدلف للروع يصحبه= أنف حمى وجاش غير مذعور
حيث السلاهب تنزو في شكائمها= نزو الثعابن في مشبوبة القور
واصيد مطمئن الجأش لو جأشت= في الروع وعوعة الأسد المغاوير
وللجبال الرواسي في دكادكها= مور بدكدكة الجرد المحاضير
فلو تراها وقد شالت نعامتها= والقوم ما بين مطعون ومنحور
لما رأيت سوى معزى يبددها= زئير ذي لبدة دامي الأظافير
حتى إذ حم أمر الله وانتزعت= مراشة سددت من كف مقدور
وافاة شمر فألفاه على رمق= فكان ما كان من إنفاذ مسطور
وشال رأس رئيس المسلمين على= أصم مطرد الكعبين مطرود
من مبلغ الرسل أن رأس ابن سيدها= في مجلس الراح بين اليم والزير
وهل درت هاشم أن ابن بجدتها= لقى تزمله هوج الاعاصير
ومن معزي الهدى في شمس دارته= إذ سامها القدر الجاري بتكوير
وهل درى البيت بيت الله أن هدمت= منه عتاة قريش كل معمور
وفتية من رجال الله قد صبروا= على الجلاد وعانوا كل محذور
حتى تراءت لهم عدن بزينتها= مآ تما كن عرس الخرد الحور
وان رزءاً بكت عين النبي له= لذاك في الدين كسر غير مجبور
ورب ذات حداد من كرائمه= تخاطب القوم في وعظ وتذكير
تدعو وتعلم ما في الناس مستمع= لكنها نفثة من قلب مصدور
الله في رحم للمصطفى قطعت= من بعده وذمام منه مخفور
ما ظنكم لو رأى المختار أسرته= بالطف ما بين مقتول ومأسور
من عاطش شرقت صم الرماح به= وذى براثن في الاصفاد مشهور
وثاكل من وراء السجف قائلة= يا جدغوثا فرزئي فوق مقدوري
أمثل شمر لحاه الله يحملنا= شعث النواصي على الاقتاب والكور
ويولغ السيف في نحر ابن فاطمة= لله ما صنعت أيدي المقادير
بنات آكلة الاكباد في كلل= والفاطميات تصلى في الهياجير
وذات شجو لها في الصدر ثائرة= تشب في كل ترويح وتبكير
تقول والنفس قد جاشت غواربها= والدمع ما بين تهليل وتحدير
يا والدي من يسوس المسلمين ومن= يقوم بالامر في حزم وتدبير
ومن تركت على الإسلام يكلؤه= من كل مبتسدع بالكفر مغمور
وهل جعلت على التنزيل مؤتمناً= يقيه من رب تحريف وتغيير
إليه بالعتاق القب ضابحة= بكل اشوس فلال المباتير
والباترات تجلت عن مشارقها= ولا مغارب إلا في المناحير
والزاغبية تحت النقع لامعة= لمع الثواقب في آناء ديجور
لولا انتظار ليوم لا خلاف به= لشطر الوجد قلبي أي تشطير
يوم أرى الملة البيضاء مسفرة= عن كل أبيض ذي جدٍ وتشمير
وموكب تحمل الأملاك رايته= أمام ملك على الازمان منصور
ملك إذا ركب الذيال تحسبه= نوراً تجلى لموسى من ذرى الطور
فتى يروقك منه حين تنظره= لألاء فرق بنور الله محبور
وكم اجال العقول العشر خابطة= في كنهه بين تعريف وتنكير
وان من يقتدي عيسى المسيح به= لذاك يكبر عن تحديد تفكير
كأنني بجنود الله محدقة= من حوله بين تهليل وتكبير
والجن والإنس والاملاك خاضعة= له فاكبر بتصريف وتسخير
والمسلمون أعز الله جانبهم= في ظله بين مغبوط ومسرور