في مدح الإمام علي (ع)
الشيخ أبو الجواد حسين نجف
لعلي مناقب لا تضاهى=لا نبي ولا وصي حواها
من ترى في الورى يضاهي علياً=أيضاهى فتى به الله باهى
فضله الشمس للأنام تجلّت=كل راء بناظريه يراها
وهو نور الإله يهدي إليه=فاسأل المهتدين عمّن هداها
وإذا قست في المعالي علياً=بسواه رأيته في سماها
غير من كان نفسه ولهذا=خصّه دون غيره بإخاها
ذنبي الليل والولاية شمس=جعل الله محوه بضياه
جعل الله بيته لعلي=مولداً يا له علا لا يضاهى
لم يشاركه في الولادة فيه=سيّد الرسل لا ولا أنبياها
علم الله شوقها لعلي=علمه بالذي به من هواها
إذ تمنّت لقاءه وتمنّى=فأراها حبيبه ورآها
ما ادعى مدع لذلك كلا=من ترى في الورى يروم ادعاها
فاكتست مكّة بذاك افتخاراً=وكذا المشعران بعد مناها
بل به الأرض قد علت إذ حوته=فغدت أرضها مطاف سماها
أوما تنظر الكواكب ليلاً=ونهاراً تطوف حول حماها
وإلى الحشر في الطواف عليه=وبذاك الطواف دام بقاها
علي حباه الله شطر صفاته=ولولا غلو قلت فيه تمامها
به اتضح الإيمان والدين والهدى=نهار تجلّى فيه عنّا ظلامها
تحيّرت الألباب في كنه ذاته=وهامت وحقّا كان فيه هيامها
وما شرعة لله إلاّ أقامها=فقد قام فيه بدؤها وختامها
فلولاه ما قام النبي محمّد=بدعوته إذ كان فيه قوامها
ولا ظهرت أحكام دين محمّد=ولا بان منها حلّها وحرامها
به الله أحيا الدين بعد مماته=حياة على مر الدهور دوامها
ترى الناس أفواجاً على باب عزّه=قياماً وحقاً كان فيه قيامها
تزاحم تيجان الملوك ببابه=رجاءً وخوفاً والرجاء أمامها
وتستلم الأركان عند طوافها=ويكثر عند الاستلام ازدحامها
إذا ما رأته من بعيد ترجّلت=رجاء لأن يعلو هناك مقامها
ترجّل عن وحي من الله منزل=وإن هي لم تفعل ترجّل هامها
يروح ويغدو الوافدون بباب من=به الدين والدنيا استقام نظامها
فليس لها بعد النبي وسيلة=إلى الله يوم الحشر إلاّ إمامها
تطوف وتسعى في حمى ياله حمى=به مكّة قد شرفت ومقامها