يا خليلي احبسا الجرد المهارا=وابكيا داراً عليها الدهر جارا
وربوعاً أقفرت من أهلها=وغدت بعدهم قفراً برارا
حكم الدهر على تلك الرّبى=فانمحت والدهر لا يرعى ذمارا
كيف يرجى السلم من دهر على=أهل بيت الوحي قد شنّ المغارا
لم يخلّف أحمد إلاّ ابنةً=ولكم أوصى الى القوم مرارا
كابدت بعد أبيها المصطفى=غصصاً لو مسّت الطود لمارا
هل تريهم أدركوا من أحمد=بعده في آله الأطهار ثارا
غصبوها حقّها جهراً ومن=عجب ان تغصب الزهرا جهارا
من لحاها إذ بكت والدها=قائلاً فلتبك ليلاً او نهارا
ويلهم ماضرّهم لو بكت=بضعة المختار أيّاما قصارا
من سعى في ظلمها؟ من راعها=من على فاطمة الزهراء جارا؟
من غدا ظلماً على الدار الّتي=تّخذتها الإنس والجنّ مزارا
طالما الأملاك فيها أصبحت=تلثم الأعتاب فيها والجدارا
ومن النار بها ينجو الورى=من على أعتابها أضرم نارا
والنبي المصطفى كم جاءها=يطلب الإذن من الزهرا مرارا
وعليها هجم القوم ولم=تك لاثت لا وعلياها الخمارا
لست أنساها ويا لهفي لها=اذ وراء الباب لاذت كي توارا
فتك الرجس على الباب ولا=تسألن عمّا جرى ثمّ وصارا
لا تسلني كيف رضّوا ضلعها=واسألنّ الباب عنها والجدارا
واسألن أعتابها عن محسن=كيف فيها دمه راح جبارا
واسألن لؤلؤ قرطيها لما=انتثرت والعين لم تشكو احمرارا
وهل المسمار موتور لها=فغدى في صدرها يدرك ثارا