شعراء أهل البيت عليهم السلام - حول ليلة العاشر بين الإمام الحسين و أصحابه (ع)

عــــدد الأبـيـات
92
عدد المشاهدات
3575
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
12/08/2010
وقـــت الإضــافــة
4:52 صباحاً

والسبط والصحب أولوا الوفاء=باتوا بتلك الليلة الليلاء لهم دويّ كدوي النحل=من ذاكر لله أو مصل صلاة عبد خاشع مودّع=يدعوه بالخضوع والتضرّع أحيوا جميع الليل بالعبادة=فأدركوا سعادة الشهادة وأصبحوا مثل الليوث الضاريه=قد أرخصوا النفوس وهي غاليه لذّ لهم طعم المنايا وحلا=في طاعة الرحمن جلّ وعلا طاب وراق لهم المماة=والموت في نصر الهدى حياة فاستقبلوا الموت بجأش ثابت=وعزم شهم للحياة ماقت وأقبلت جيوش آل حرب=حتّى بهم قد ضاق كلّ رحب جاءت له بخيلها والرجل=كأنّها تطلبه بذحل عشرون ألف فارس بل زادوا=والراجلون ما لهم عداد فضيّقوا على الحسين السبلا=ومنعوه سهلها والجبلا وشمّروا ثيابهم للحرب=واستسهلوا لذاك كلّ صعب فقال للعباس سر للقوم=واصرفهم بياض هذا اليوم لعلنا لربّنا نصلّي=في هذه الليلة ذات الفضل وقد توقف ابن سعد عمر=والخير من أمثاله لا يظهر لكن بعض القوم من أتباعه=أبدى له الملام في امتناعه قال لو أنّ غيرهم إلينا=جاؤوا وراموا ذاك ما أبينا كيف وهم أجل سادات العرب=وهم سلالة النبي المنتجب فقال ذلك الظلوم المعتدي=إنّي قد أجلتهم إلى غد والسبط ليلاً قد دعا أصحابه=موجّهاً إليهم خطابه فقال بعد الحمد والثناء=والشكر للمنعم ذي الآلاء إنّي لا أعلم فيما أعلم=أوفى ولا أصلح صحباً منكم ولست أدري أهل بيت أفضلا=من أهل بيتي نجدة وأوصلا جزاكم الله جميعا خيرا=ولا رأيتم ما حييتم ضيرا ألا وإنّي قد أذنت لكم=فانطلقوا لا عهد لي عليكم والليل قد أجنكم وأقبلا=فاتخذوه للنجاة جملا والقوم لا يبغون غيري أحدا=فارتحلوا لتسلموا من الردى ثمّ تلاهم مسلم بن عوسجه=قال مقالاً صادقاً ما أبهجه نحن نخليك كذا ونسري=وقد أحاط فيك أهل الغدر ما العذر عند الله في أداء=حقّك وهو أوجب الأشياء لأحفظن غيبة الرسول=بالنفس والكثير والقليل لو لم يكن معي سلاح أبدا=قذفتهم بالصخر حتّى ينفدا سبعين مرّة لو أنّي اقتل=أحرق مثلها بنار تشعل ثمّ أذرى بعد في الهواء=ما ملت عن نصري ولا ولائي فكيف وهي قتلة وبعدها=كرامة خالقها أعدها وقام بعد مسلم زهير=وكلّهم يؤمل فيه الخير قال وددت لو قتلت ألفاً=ويدفع الله بذاك الحتفا عنك وعن فتيانك الأبرار=ذوي الإبا والعزّ والفخار تكلّم الباقون من أصحابه=والكلّ قد أجاد في جوابه قالوا له أنفسنا لك الفدا=نقيك بالأرواح من بأس العدى فإن قتلنا فلقد وفينا=وقد قضينا لك ما علينا وقد أتى للحضرمي الخبر=أن الأعادي لابنه قد أسروا قال قد احتسبته ونفسي=عند إلهي إذ أحل رمسي ما كنت أهوى بعده بقائي=وهو أسير في يد الأعداء دعا له سبط الهدى بالرحمة=لمّا رأى أمر ابنه أهمّه قال له من بيعتي في حلّ=أنت فسر ولا تقم من أجلي واطلب نجاة ابنك من هلاكه=واعمل بما يجديك في فكاكه قال السباع أكلتني حياً=إن رمت عنك موضعاً قصيا فانظر رعاك الله ما أوفاه=وما أبرّه وما أتقاه وهكذا فليكن الإيمان=والحبّ والوفاء والعرفان لم يعتذر وعذره مقبول=وما انثنى ورزؤه جليل مضى مضاء الصارم الصقيل=في طاعة المهيمن الجليل عن ابنه وهو أسير أعرضا=وفوّض الأمر لمالك القضا لم يفتتن قط بتلك المحنة=والولد للأب العطوف فتنه حقّ بأن نرثي لمثل حاله=وحق أن نبكي على أمثاله قال برير لابن عبد ربّه=لمّا رأى تأنيبه بعتبه قد علم القوم جميعا أنّني=ما ملت للباطل طول زمني وإنّما أفعل ذا استبشارا=بما إليه أمرنا قد صارا ما هو إلاّ أن نخوض الحربا=بالسمر طعنا والسيوف ضربا وبعدها لا نصب ولا عنّا=نعانق الحور ونحظى بالمنى فابتدأ العباس في مقاله=وقد جرى الصحب على منواله قالوا جميعاً ولماذا نفعل=نظلّ أحياء وأنت تقتل فلا أرانا الله ذاك أبدا=وليت أنّا لك قد صرنا فدا قال مخاطباً بني عقيل=حسبكم مسلم من قتيل وعند ذا تكلّموا جميعا=وقد أبوا عن عزمهم رجوعا وأقسموا أن لا يفارقوه=يوماً وبالأنفس أن يقوه فالعيش من بعد الحسين يقبح=وبعده الحياة ليست تصلح واعتزل الحسين وهو ينشد=وسيفه أمامه مجرّد يا دهر أفّ لك من خليل=كم لك بالإشراق والأصيل من صاحب أو طالب قتيل=والدهر لا يقنع بالبديل وكلّ حيّ سالك سبيلي=ما أقرب الوعد من الرحيل وقد وعت هذا النشيد زينب=وكاد قلبها له ينشعب قالت أخي يا عزيز أهلي=هذا كلام موقن بالقتل قال لها نعم أيا أُختاه=قالت له بعدك وا ثكلاه ينعى إليّ نفسه الحسين=يقول قد دنا إليّ الحين وشققت جيوبها النساء=وقد علا العويل والبكاء وأُمّ كلثوم غدت تنادي=تندب بالآباء والأجداد وا أبتاه وا محمّداه=ووا علياه ووا أخاه تقول وا ضيعتنا جميعا=بعدك إذ تغدوا لقى صريعا قال تعزّي بعزاء الله=وفوّضي الأمر إلى الإله فكلّ من فوق الثرى لا يبقى=وإنّ سكّان السماء تفنى صبراً إذا أنا قتلت صبرا=فلا تقلن بعد قتلي هجرا ولا تشقن عليّ جزعا=جيباً وإن جلّ المصاب موقعا وقد روى المفيد في الإرشاد=مذ سمعت زينب بالإنشاد قامت تجر الثوب وهي حسرى=إلى أخيها لا تطيق صبرا قالت له يا ليت إنّ موتي=أعدمني الحياة قبل الفوت اليوم ماتت أُمّي الزهراء=وماتت الإخوة والأبناء قال لها وشأنه الكتمان=لا يذهبن حلمك الشيطان وهو الذي لم يك بالجزوع=ترقرقت عيناه بالدموع ثمّ هوت مغشية عليها=فقام جلّ صبره إليها عن نفسه بنفسه عزّاها=وبالرضا والصبر قد أوصاها
Testing