شعراء أهل البيت عليهم السلام - للقلب عينان .. !

عــــدد الأبـيـات
58
عدد المشاهدات
2889
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:37 صباحاً

لِلقلبِ مِن وارِدِ الإخلاصِ عَينانِ=مَجبولَتانِ على عِلمٍ و عِرفانِ كِلتاهُما لِجَمالِ الحُبِّ شاهِدَةٌ=لا يَرجَحَانِ لَدَى وَصلٍ و هُجرَانِ جِزنا بِقُربِ الحِمى و اللَّيلُ مُعتَكِرٌ=مِنَ الظَّلامِ و وَجهُ الأُفقِ ظَلمَانِ فَأثبَتَ القَلبُ مِن عِرفانِ ساكِنِهِ=عِرفانُهُ لَم يُشِبهُ نَوعُ نُكرانِ و أخبَرَ العَينَ فانهَلَّت مُبادِرَةً=بِمَدمَعٍ فَوقَ صَحنِ الخَدِّ هَتَّانِ حَتَّى نَزَلنا على المَحبوبِ فارتَفَعَت=مَوَانِعُ الوَصلِ مِن قاصٍ و مِن دانِ و دارَ ما بَينَنا كأسُ الوِصالِ على=رَغمِ الرَّقيبِ و رَغمِ الحَاسِدِ الشَّاني فَيا لَها نَشوَةً قَد ذُقتُ لَذَّتها=مِن خَمرَةِ الحُبِّ لا مِن خَمرَةِ الحانِ في جَنبِ ذلِكَ هانَت كُلُّ نائِبَةٍ=رَكِبتُها لَم أكُن بالقَاصِرِ الواني مَن كانَ ما يَرتَضي المَحبوبُ مَطلَبُهُ=لَم يُغلِهِ فَقدُ أرواحٍ و أبدانِ ألا تَرَى السِّبطَ يَومَ الطَّفِّ كَيفَ سَخا=بالنَّفسِ ما بَينَ سَيَّافٍ و طَعَّانِ يَلقى السُّيوفَ بِوَجهٍ مُشرِقٍ طَلِقٍ=كأنَّهُ يَتَلَقَّى خَيرَ ضيفانِ و كَيفَ لا و نَشاطُ الحُبِّ يَقدِمُهُ=على المَكَارِهِ لا إقدامَ شُجعانِ و ما الشَّجاعَةُ في شأنِ الحُسَينِ و ما=الشَّجاعَةُ شَيءٌ عِندَ ذي الشَّانِ لكِنَّما هو سِرُّ اللهِ أبرَزَهُ=في مَظهَرِ القَهر في مِصداقِ إنسانِ يَدُ الحُسَينِ يَدُ الله التي غَلَبَت=قَهراً على كُلِّ ذي عِزٍّ و سُلطانِ فَظَلَّ يَختَطِفُ الأرواحَ صارِمُهُ=مِثلُ الشَّهابِ إذا أهوى لِشَيطانِ حَتَّى دعاهُ مَليكٌ وَدَّ زُلفَتَهُ=شَوقاً إلَيهِ فَلَبَّى غَيرَ كَسلانِ فَخَرَّ مُلقىً على الرَّمضاءِ مُنصَرِعاً=بِنَبلَةٍ أُرسِلَت عَن قَوسِ طُغيانِ مُستَبشِراً بِلِقاءِ اللهِ مُبتَهِجاً=ذا خاطِرٍ لِجَلالِ اللهِ وَلهانِ يَكادُ يَسبِقُ مَحتومَ القَضاءِ على=فِراقِ دُنياهُ مِن شَوقٍ لِدَيَّانِ إذا بِشِمرِ الخَنا قَد جاءَهُ عَجِلاً=يَسوقُهُ لِشَقَاهُ سَوطُ خِذلانِ يَرومُ أمراً عَظيماً جَلَّ مَوقِعُهُ=في الدِّينِ عن شَرحِهِ يَوماً بِتِبيانِ تَبَّت يَدا شِمر فيما قد جَناهُ على=الإسلامِ مُبتَغياً مَرضاةَ أوثانِ إن كانَ مَقتَلُهُ أرضى يَزيدَ و مَن=ضاهاهُ مِن أدعِيا حَربٍ و مَروَانِ فَقَد أقامَ لَهُ أهلُ السَّماءِ بِها=مَآتِماً و اكتَسَوا أثوابِ أحزَانِ لَهفي لَهُ مِن قَتيلٍ عَزَّ مفقَدُهُ=في النَّاسِ لا سِيَّما فِهرٍ و عَدنانِ إن سَرَّ آلَ زيادِ الرِّجسِ مَقتَلُهُ=فالمُصطفى الطُّهرُ و الزَّهرا شَجِيَّانِ أو بُلَّ مِن دَمِهِ وَجهُ الثَّرى فَلَقَد=أبكى السَّماواتِ حُزناً بالدَّمِ القاني و تَحسِدُ الأرضَ في ذاكَ السَّماءُ و قَد=يَفوتُ أهلَ العُلى ما نالَهُ الدَّاني سُحقاً لأرجاسِ حَربٍ إنَّهُم رَكِبوا=أمراً عَظيماً و خَطباً ما لَهُ ثانِ لَم يَكفِهِم قَتلُهُم سِبطَ النَّبيِّ و مَن=واساهُ بالنَّفسِ مِن وِلدٍ و إخوانِ و قَتلُهُم صَحبَهُ الغُرَّ الأماجِدَ إذ=باعوا على اللهِ أرواحاً بِرِضوانِ و حَملِهِم رُوسَهُم مِثلَ الشُّمُوسِ و لكِن=كانَ مَطلَعُها أطرافُ خِرصانِ (1) عَن حَملِهِم لِعَزيزاتِ النَّبيِّ بِلا=سِترٍ على النِّيبِ في قَفرٍ و بُلدانِ بِلا غِطاءٍ و لا سِترٍ يجَلِّلُها=عَن أعيُنِ النَّاسِ إلا فَضلُ أردانِ و سَوقِهِم لِعَليِّ بنِ الحُسَينِ و تِلكَ=الطَّاهِراتِ بِأغلالٍ و أرسانِ أمامَهُم رأسُ مَولاهُم و سَيِّدُهُم=في رأسِ رُمحٍ خَضيباً بالَّدمِ القاني و خَلفَهُم صِبيَةٌ حَرَّى القُلُوب بِلا=والٍ يُدافِعُ عَنها شَرَّ عُدوانِ إذا تَوَقَّدَ في أكبَادِها الكَمَدُ المُضني=و شَبَّت بِها نِيرانُ أحزانِ تَظَلُّ تَهتِفُ سِراً بالنَّبيِّ و بالوَصيِّ=يا سَيِّدَي ساداتِ عَدنانِ هل تَعلَمانِ بِما ساقَ القَضَاءُ لَنا=مِن بَعدِكُم مِن بَني حَربٍ و مَروانِ ها نَحنُ نُحمَلُ في ذُلِّ السِّباءِ و ها=تِيكَ الرِّجالُ على وَعرٍ و غِيطَانِ أبدانُهُم في الفَيافي لا رُؤُوسَ لَها=و ها رُؤُوسُهُمُ مِن غَيرِ أبدانِ و قُرَّةُ العَينِ مَولانا الحُسَينُ و مَن=نَرجو لَنا واقياً مِن كُلِّ عُدوانِ نالَت أُمَيَّةُ مِنهُ فَوقَ ما طَلَبَت=و أدرَكَت مِنهُ وِتراً مُنذُ أزمانِ بَني أُمَيَّةَ لا تَغتَرَّ أنفُسُكُم=بِما أصَبتُم فَعُقباكُم لِخُسرانِ و إن تَلَقَّفتُمُ الدُّنيا بِجُملَتِها=كأُكرَةٍ وَقَعَت في كَفِّ صِبيانِ فَسَوفَ يَظهَرُ مِن آلِ النَّبيِّ لَنا=إمامُ حَقٍّ بِآياتٍ و بُرهانِ تَحِفُّهُ مِن جُنُودِ اللهِ أُسدَ شرَىً=ما دَنَّسوا طاعَةً مِنهُم بِعِصيانِ الفَتحُ يَقدِمُهُ و السَّعدُ يَخدِمُهُ=في الفَتكِ مِخذَمُهُ و المَوتُ سَيَّانِ هُناكَ أحمَدُ يُبدي ما يُكَتِّمُهُ=قِدماً و يُبدِلُ إسراراً بإعلانِ يَصولُ بالسَّيفِ تَقفوهُ ضَرَاغِمَةٌ=مِثلَ الأُسُودِ إذا جالُوا بِمَيدانِ بَنو أبي آلِ ضَيفِ اللهِ قَد مَزَجُوا=مَهَابَةَ الأُسدِ في إخبَاتِ رُهبانِ نَحنُ الَّذينَ وَلاءُ الآلِ مازَجَنَا=في أصلِ تَكوينِ أرواحٍ و أبدانِ طابَت بِطِيبِهِمُ آباؤُنا كَمَلاً=و الأُمَّهَاتُ و نَرجو طِيبَ وِلدَانِ و نَحنُ أجمَعنَا مِنهُم لَهُم بِهِمُ=كُنَّا وَعُدنَا و أيقَنَّا بِرِضوَانِ عَلَيهِمُ سَلَّمَ الرَّحمانُ ما سَلِمُوا=في الذَّاتِ و الوَّصفِ عَن عَيبٍ و نُقصانِ
Testing