أشهى من الشهد
ديوان الدمستاني الصغير - الشيخ أحمد الدمستاني
لعمرك صف جهدي إلى ساكني نجدِ=بلطف لعلّ اللطف في عطفهم يجدي
رضائي رضاهم كيف كان فان رضوا=بموتي فمرّ الموت أشهى من الشهد
وأصدق بصدق الباذلين نفوسهم=لنصر إمام الحق والعلم الفرد
غداة لقتل ابن النبي تجمعت=طغاة بني حرب وشر بني هند
لادراك وتر سالف من أبيه في=مشايخهم في يوم بدر وفي أحد
يسومونه للضيم طوع يزيدهم=وتأباه منه نخوة العز والمجد
أليس ولاء الدين والشرع حقه=وميراثه حقاً من الأب والجد
وقام يناديهم خطيباً مناصحا=وان كان محض النصح في القوم لايجدي
وأقبل يدعو أهله وبناته=هلموا لتوديعي فذا آخر العهد
وكرّ على جمع العدا وهو مفرد=بأربط جاش لم يهب كثرة الجند
وناداه داعي الحق في طف كربلا=فلبّاه مرتاحاً إلى ذلك الوعد
فخر على وجه البسيطة صاعداً=علاه لا على قبة العرش ذي المجد
فخرّ على المختار قتل حبيبه=ومصرعه في الترب منعفر الخد
فداه بابراهيم مهجة قلبه=وما كان ابراهيم بالهيّن الفقد
فكيف ولو وافاه والشمر فوقه=يحكّم في أوداجه قاطع الحد
ويشهده ملقى بعرصة كربلا=ثلاث ليال لا يلحّد في لحد
كسته الدما والريح ثوباً مورداً=تمزقه أيدي المضمرة الجرد