شعراء أهل البيت عليهم السلام - ثانيا: مبحث العدل

عــــدد الأبـيـات
45
عدد المشاهدات
2846
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
10:07 مساءً

المبحثُ الثاني على العدلِ اشتملْ=فأمعِنِ الفِكر بهِ نِلت الأملْ العدلُ: تنزيهُ الحكيمِ فِعلا=عن كلِّ ما كانَ قبيحاً عقلا كتَركِ بعثِ الرُسل للأنامِ=و تركهم بعدُ بلا إمامِ و خلقهِ الطاعاتِ و المعاصي=كي لا تكونَ حُجةً للعاصي و يستوي المؤمن و الكفورُ=إذ يستوي الإيمانُ و الكُفورُ فتبطُل البعثةُ و التكليفُ=و يُهملُ الترغيبُ و التخويفُ ذلك حُكمُ نفي قُدرةِ البشرْ=و ما تمحَّلوا من الكسب هدرْ لأنهُ إن كان هذا الوصفُ=بقدرةِ اللهِ فجبرٌ صَرفُ و إن يكن بقدرةِ العبدِ فقدْ=تهدمت أركانُ هذا المُعتقدْ و العِلةُ العُليا عديمةُ الأثرْ=في كل معلولٍ على الدنيا صدرْ ما لم يكن منها بلا اختيارِ=فإنهُ من أثرِ الجبارِ و العَلمُ تابعٌ لِما في الواقعِ=ليس بموجبٍ ولا بمانعِ و العقلُ قاضٍ أن منّا فِعلُنا=و رُبَّ جاحدٍ لما تيَقنا فالظُلم و العدوانُ مخصوصٌ بِنا=واللهُ لا يفعلُ إلاَّ الحَسَنَا لهُ الغِنى و العِلمُ و الكمالُ=فنِسبةُ القُبحِ لهُ ضلالُ قد ثبُت الصارِفُ عنهُ و انتفى=باعثهُ فرسمُ دعواهُ عفا و الحقُّ أنهُ تعالى لا يخلو=لهُ عنِ النفعِ العظيمِ فِعلُ و إنما الخلفُ لهُ شُيُوعُ=في البحث عن أيهما المتبوعُ فقيل: إنه تعالى شانا=يفعل ما يفعلهُ مجانا و إن ترتبت عليهِ المصلحة=لا أنَّها باعثةٌ مُرجَّحة توهُّماً أن كمالَ الصانعِ=في نفي كُلِّ باعثٍ و مائعِ و اطرحوا هُنا النُصوصَ قاطبة=و أوَّلُوا تعليلها بالعاقبة و ما دَرَوا أنَّ لهذا المُعتقد=لوازماً تفضحُ من لهُ اعتقد أدلةً يأخُذُها بقوة=ذو الكُفر في إبطالهِ النبوَّة مِن حيث أن المُعجزَ الحقيقي=إن لم يكُن لغايةِ التصديقِ فأيُّ بُرهانٍ على صِدقِ النبي=و أيُّ حاسمٍ لدعوى الكذبِ و إن تعلقوا بجري العادة=لم يجرِ في أول ما أراده و طرُفا الممُكن سيان لدى=إرادة الله إليها استندا فلو تطلَّبا إرادةً خلا=ما فُرضت لدار أو تسلسلا فليلتزم إيجاب أو ترجُّحْ=بلا مُرجحٍ و هذا أقبحْ فبان أن الله مهما رجحه=من ممكنٍ فهو بقصدِ المصلحة و هي مُجردُ اعتبارٍ يُعقلُ=فلا يُرَد دورٌ ولا تسلسُلُ أو هي مما كان في الأعيانِ=و قد تكونُ فِعل ذي إمكانِ مثل العبادةِ التي هي الغرضْ=في خلق من كانت عليهم تُفترضْ و لو تسلسلت فلا امتناعُ=و هل لمقدوراتهِ امتناعُ و الإمتناعُ و الوُجُوبُ للعرضْ=و الظُلمُ مُقتضٍ لإثبات الغرضْ و إن خلا المُمكنُ من نفعٍ فلا=يُمكِنُ أن يصدُرَ عن ربِّ العُلا لأنهُ حِينئذٍ إذا حدثْ=يلزمُ أنَّ الله فاعلُ العبثْ فليسَ الإيجادُ كمالاً مُطلقاً=فلا يضُرُّ كونُهُ مُعلقا بأن يُراعى في فِعالِ الصانعِ=وُجودُ داعٍ و انتفاءُ مانعِ إذ ليس هذا البعثُ بعثُ جِبْرِ=و ليس هذا المنعُ منعُ قَهْرِ لو شاءَ عذَّبَ الذي لم يعصِ=سُبحانهُ لولا لُزُومُ النقصِ كمالُهُ ليس بمُستفادِ=و فضلُهُ جلَّ عنه النَّفّادِ فما لهُ داعٍ إلى الإيجادِ=إلا ابتغاءَ النفعِ للعِبَادِ فأيُّ حاجةٍ إلى التأويلِ=لِمُحكمِ النصِّ بلا دليلِ
Testing