شعراء أهل البيت عليهم السلام - ما شرف الإنسان إلّا بدينه

عــــدد الأبـيـات
57
عدد المشاهدات
2849
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
6:10 صباحاً

أفَخراً و بابُ الفَخرِ دُونَكَ مُغلَقُ=و كِبراً و طَيرُ الكِبرِ عَنكَ مُحَلِّقُ و مَن بِدؤُهُ مِن نُطفَةٍ و مَآلُهُ=إلى جيفَةٍ أنَّى بِهِ الفَخرُ يَلحَقُ و ما شَرَفُ الإنسانِ إلَّا بدِيْنِهِ=و أخلاقِهِ اللَّاتي بِها يَتَخَلَّقُ و أن يَتَلَقَّى الرِّضا مُقتَضَى القَضَا=و لَو أنَّهُ بالمُرهَفَاتِ يُمَزَّقُ كما صَنَعَت أهلُ الوَفَاءِ بِكَربَلا=و خَيلُ الرَّدى فيها تَخِبُّ و تُعنِقُ غَدَاةَ أُنُوفُ البِيْضِ تَرعَفُ في الوَغَى=دَمَاً و صُدُورُ السُّمَّرِ النُّجعِ تُشرِقُ إذا استَبَقُوا في الحَربِ لَم يَفرُقُوا و لَم=يُبالُوا سَقَوا كاسَ المَنِيَّةِ أو سُقُوْا يَروقُ لَهُم وِردُ المَنيَّةِ فالرَّدى=سواءٌ لَدَيهِم و السُّلافُ المُرَوِّقُ رأوا في جِنانِ الخُلدِ ألطَافَ رَبِّهِم=فَتَاقوا إلى رِضوانِهِ و تَشَوَّقُوا أماجِدُ في العَليَاءِ جَدُّوا فَوُفِّقُوا=و مَن جَدَّ في كَسبِ المَعَالي يُوَفَّقُ و حَسبُهُمُ نَصرُ الحُسَينِ عُلَىً فَكَم=لَهُم فيهِ فَخرٌ صادِقُ الفَخرِ مُشرِقُ فَإن سُوهِمُوا حازوا المُعَلَّى مِنَ العُلى=و إن سُوبِقُوا في حَلبَةِ الفَضلِ يَسبَقوا فيا لَيتَني أصبَحتُ فيهِم مُجاهِداً=أَجُودُ كما جادُوا و ألقَى الَّذي لَقُوا و لَهفي و قَد أضحى الحُسَينُ عَقيبَهُم=غَريباً وَحيداً حَولَهُ الجَيشُ مُحدِقُ أُمَثِّلُهُ يَبغي الجِهادَ و قَد غَدَت=أكُفَّ النِّسا في ذَيلِهِ تَتَعَلَّقُ إلى أينَ يا كَهفَ اليَتَامَى و عِزَّهُم=و حافِظُهُم مِمَّا بِهِ الدَّهرُ يَطرقُ أتَترُكَنَا في عَرصَةِ الطَّفِّ ما لَنَا=كَفيلٌ و أنتَ الكافِلُ المُتَشَفِّقُ فَرَقَّ لها مُستَعبِراً مِن مَقَالِهَا=و فاضَ بِجَفنَيهِ الجِمانُ المُرَقرَقُ و قالَ لَهُنَّ اصبِرنَ يا خِيرَةَ النِّسا=فَإِنَّ خِيارَ النَّاسِ بالصَّبرِ أَخلَقُ فَقَتلي بلا جُرمٍ و ذَبحي مِنَ القَفَا=و تَضريجُ شَيبي بالدِّماءِ مُحَقَّقُ و كافِلُكُنَّ اللهُ و هوَ خَليفَتي=عَلَيكُنَّ نِعمَ الكافِلُ المُتَرَفِّقُ و فارَقَهَا بالرَّغمِ مِنها و رَغمِهِ=و كُلٌّ لِكُلٍّ بالكَآبَةِ تَأَلَقُ و جَرَّدَ سَيفاً كالشهاب تَوَقُّدا=بُرُوقُ الرَّدى في غَربِهِ تَتَأَلَّقُ و شَدَّ على القَومِ الطُّغاةِ مُجاهِداً=و ظَلَّ لِهاماتِ الكُماة يُفَلِّقُ و ما صالَ بالأبطالِ إلَّا تَطَايَروا=حِذارَ الرَّدى مِن بأسِهِ و تَفَرَّقوا و لَمَّا تَغَشَّتهُ النِّبالُ صَوائِباً=و صادَفَ مِنهُ النَّحرَ سَهمٌ مُفَرّقُ هَوَى وَهوَ لِلرَّحمانِ شاكٍ و شاكِرٌ=و مُستَرجِعٌ مِن كَربِهِ و مُحَولِقُ و أقبَلَ شِمرُ الرِّجسُ و احتَزَّ رأسَهُ=و عَلَّاهُ بالعَسَّالِ كالبَدرِ يُشرِقُ و أظلَمَتِ الآفاقُ لَولا شُعاعُهُ=يُميطُ عَنِ الجَوِّ الظَّلامَ و يَمحَقُ و مادَت لَهُ الأفلاكُ حُزناً و أمطَرَت=دِماءً و قَد كادَت على الأرضِ تَطبِقُ و لَم يَنتَهِ الأرجاسُ عَن سُوءِ صُنعِهِم=عُتُوَّاً و لَم يَخشَوا عَذَاباً فَيَتَّقُوا فَكَم هَتَكُوا مِن حُرمَةٍ لِمُحَمَّدٍ=و كَم خَرَقُوا مِن ذِمَّةٍ لَيسَ تُخرَقُ فَكَم مِن وَجيهٍ مِن بَنيهِ يَعِلُّ مِن=حُشاشَتِهِ نَصلُ السِّنانِ المُذَلَّقُ و أبيَضُ سامي المَجدِ يَسمو بِرأسِهِ=رَفيعٌ مِنَ الصُّمِّ الأنابيبِ أزرَقُ تَرَائِبُهُ غَبراءُ مِن ثائِرِ الثَّرى=و غُرَّتُهُ غَرَّاءُ بالنُّورِ تُشرِقُ و كَم بَضعَةٍ مِنهُ كأنَّ خِباءَهَا=لِغُرَّتِهِ فَوقِ السِّماكِ مُعَلَّقُ و رَبَّةِ صَونٍ قَد تَرَبَّت بِحِجرِهِ=كِلا أبَوَيهَا في الفَوَاطِمِ مُعرِقُ تُهَتَّكُ أستاراً و تُسلَبُ أدرعاً=و تُجلَدُ جَلداً لِلجُلُودِ يُمزِّقُ و تُلطَمُ خَدَّاً و هوَ للصَّونِ مُطرِقٌ=و تُشتَمُ جَدَّاً و هوَ بالفَضلِ مُغدِقُ مُرَوَّعَةُ ثَكلى كأَنَّ قُلُوبَهَا=خَوَافي القَطَا عَطشى إلى الماءِ تُسبَقُ تَهِمُّ بِأن تَنعى فَيَمنَعَها الحَيَا=فَيَخنِقُها كَربُ الغَرَامِ فَتَشهَقُ و لِلحُزنِ ما بَينَ الضُّلُوعِ تَوَقُّدٌ=و لِلدَّمعِ في صَحنِ الخُدُودِ تَدَفُّقُ فباطِنُها مِن لاهِبِ الحُزنِ مُحرَقٌ=و ظاهِرُها مِن ساكِبِ الدَّمعِ مُغرَقُ تُساقُ على قَتَبِ المَطيِّ بِلا وَطَاً=يَرِقُّ لها قَلبُ الحَسودِ و يُشفِقُ و لكِنَّ حاديها صَبورٌ على السُّرى=غَليظٌ فلا يَحنو و لا يَتَرَفَّقُ فَيَعنَفُ بالسَّجَّادِ و هوَ مُقَيَّدٌ=عَليلٌ و بالغِلِّ الثَّقيلِ مُطَوَّقُ يَشِقُّ عليهِ ضَيِّقُ القَيد و الضَّنى=و يَبهَضُهُ الغِلُّ الَّذي هُوَ ضَيِّقُ لَهُ جَسَدٌ بالٍ و بَالٌ مُبَلَبَلٌ=و جانِحَةٌ حَرّى و طَرفٌ مُؤرَّقُ فلا غَروَ لو عَينُ العُلى غَرَقَت دَمَاً=و كادَت نُفُوسُ المَجدِ لِلوَجدِ تُزهَقُ إلَيكُم سُراةُ العالَمينَ خَريدَةً=لها مِن مَعَانيكُم ضِياءٌ و رَونَقُ حَبَاكُم بِها القَنُّ الذي غَرْسُ حُبِّكُم=بِمُهجَتِهِ رَيَّانُ أخضَرُ مُورِقُ يَميسُ بِأنواعِ الثِّمارِ أقَلِّها=هوَ الصَّفحُ عَن ذَنبي الَّذي هُوَ مُوبِقُ و أكبَرُها الرِّضوانُ و العِزُّ في ذُرى=إمارَتِكُم هذا الرَّجاءُ المُحَقَّقُ فما حَسَنٌ يَومَ المَعَادِ بِخائِفٍ=و لا مُشفِقٍ و النَّاسُ راجٍ و مُشفِقُ و لا أحَدٌ مِن والِدَيَّ و لا ذَويْ=قرابَتِنا مِمَّن بِكُم يَتَعَلَّقُ فَمِنُّوا مَوَالينا عَلَينَا بِعِتقِنا=مِنَ النَّارِ فالمَولَى إذا شاءَ يُعتِقُ عَلَيكُم سَلَامُ اللهِ ما الصَّبُّ لِلِّقا=تَشَوَّقَ أو ناحَ الحَمَامُ المُشوَّقُ
Testing