شعراء أهل البيت عليهم السلام - أآجال تسير لنا عجال

عــــدد الأبـيـات
54
عدد المشاهدات
4120
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
6:10 صباحاً

أآجَالٌ تَسيرُ لَنا عِجالُ=و آمالٌ تَصيرُ لنا طِوالُ و مَن يَجهل مواقيتَ المنايا=فإنَّ وُثُوقَهُ بِغَدٍ ضَلالُ فلا تَغتَرَّ إنَّكَ ذو شَبابٍ=كَغَصنِ البانِ مالَ بِهِ الشِّمالُ فَكَم غُصنٍ صَحيحِ الجِسمِ أمسى=تُهالُ على محاسِنِهِ الرِّمالُ و مُتَّخِذٍ لِمَرقَدِهِ سَريراً=فأصبَحَ لِلقُبورِ بِهِ يُشالُ و بانٍ مَعقِلاً يَحميهِ أضحى=عَلَيهُ تُرابُ مَعقِلِهِ يُهالُ و ما دُنياكَ إلا مِثلُ ظِلٍّ=وَمِن شأن الظِّلالِ سِوى انتِقالُ شَدَائِدُها مَصاعِدُ لِلمعالي=لِمَن عِندَ الجَليلِ لَهُ جَلالُ ألَم تَرَ مَعشرَ الأبرارِ دَأباً=تَنَاوَبُهُم نوائِبُها الثِّقالُ أَمَا المُختارُ كَابَدَ مِن قرَيشٍ=مُكافَحَةً تَذوبُ لها الجِبالُ أَمَا الزَّهراءُ قد ضُرِبَت فألقَت=جُنيناً ما لأشهُرِهِ كَمَالُ أَمَا ضُرِبَ الوَصيُّ بسَيفِ ظُلمٍ=و شُجَّ الرَّأسُ مِنهُ و القِذالُ أَمَا الحسنُ الزَّكيِّ قضى بسُمٍّ=شَهيداً بعد ما ارتَفَعَ القِتالُ و في رِزءِ الحُسَينِ بكربلاءٍ=كُرُوبٌ لا يُخلِّصُها المَقَالُ بنفسي سِبطُ خَيرِ الخلق طُرَّاً=يُجالِدُ حَيثُ لَم يُفِدِ الجِدالُ إذا ما حَولَهُ الأبطالُ صالوا=سَطَى بحُسامِهِ فيهِم فزالُوا فَيَختَطِفُ النُّفوسَ بِحَدِّ عَضبٍ=كَأَنَّ عَلَيهِ قَد دَبَّ النِّمالُ فَدَيتَ مُحامِياً عَن خَيرِ آلٍ=تَنَاهَبَ جِسمَهُ البِيْضُ الصِّقالُ و تَشجُرُهُ الذَّوابِلُ عاسِلاتٍ=بجُثَّتهِ و ترشُفُهُ النِّبالُ إلى أن خَرَّ مُنجدِلاً صَريعاً=فَخَرَّ المَجدُ و انقَضَّ الكمالُ و حُزَّ كَريمُهُ بالسَّيفِ ظُلماً=و رُوِّيَ مِن دمِ النَّحرِ الرِّمالُ و شِيلَ الرَّأسُ منهُ فوقَ عالٍ=بنفسي ذلِكَ الرَّأسُ المُشالُ تأمَّل أيُّها القاسي مَليَّاً=ذَبيحُكَ سِبطُ أحمَدَ أم غزالُ رَمَيتَ المُصطفى بجَليلِ خَطبٍ=و حُزنٍ في الجوانِحِ لا يَزَالُ و سُقت لِقَلبِ فاطِمَةٍ مُصاباً=و ناراً في الفؤادِ لها اشتِعالُ بنفسي فَرخُ فاطِمَةٍ ذَبيحاً=قضى ظمآنَ يَحضُرُهُ الزُّلالُ بنفسي الهاشمياتُ الأيامى=بلا سِترٍ تَسيرُ بها الجِمالُ سواهِرُ فاقِداتٌ نادِباتٌ=صواغِرُ لا وِطاءُ و لا ظِلالُ حوائِمُ ثاكِلاتٌ ذاهِلاتٌ=حواسِرُ لا غِطاءُ و لا حِجالُ و زَينبُ بينهُنَّ لها مَنَاحٌ=لَهُ تَسلو عَنِ النِّيبِ الفِصالُ تَقولُ و في حُشاشَتِها لَهيبٌ=و في أجفانِها سُحُبٌ سِجالُ أخي يا قُطبَ دائِرَةِ المعالي=قَضَيتَ فإنَّها أَبَدَاً عِطالُ أخي يا كَعبَةِ الجُودِ الَّتي كَم=بِشاذُروَانِهَا طافَ السُّؤالُ ألَستَ المُستَجارُ لِكُلِّ كَربٍ=فما بالُ الكُرُوب لنا تَنَالُ أخي يا كافِلَ الأيتامِ هذي=يتامانا ضوائِعُ لا تُعالُ أخي أورَثَتنَا ذُلَّا و شَعثاً=فأينَ العِزَّ عندَكَ و الدَّلالُ أهِمَّتُكَ العَليَّةُ تَقتَضي أن=نُشَهَّرَ أو يَحِلُّ بِنا النَّكالُ و شيمَتُكَ الأبيَّةُ تَرتَضي أن=يَرَى صَفَحَاتِ أوجُهِنا الرِّجالُ فَدَيتُكَ يا جَليلَ القَدرِ يا مَن=بِرَفعِ كَريمِهِ انخَفَضَ الجَلالُ فَدَيتُكَ لَم تَذُق ماءً فتُروى=و تُروى مِن وَريدَيكَ النِّصالُ فَلَو أنِّي ظَلَلتُ الدَّهرَ أبكي=عَلَيكَ لما ألَمَّ بِيَ المَلالُ تَنَاهَى ما تَسَلسَلَ مِن دُمُوعي=و تَطبيقي لأجفاني مُحالُ فَيَا لَكَ مِن مُصابٍ صُبَّ صَبَّاً=على الإسلامِ لَيسَ لَهُ زَوَالُ أصَدرٌ قَد حَوَى حُكماً و عِلمَاً=تُهَشِّمُهُ السَّنابِكُ و النِّعالُ و ظهرٌ يَحمِلُ الصَّدَقَاتِ لَيلاً=عَلَيهِ لِكُلِّ عاديهِ مَجَالُ أَاَلسَّجَّادُ يأسِرُهُ طَليقٌ=و يُقهَرُ بعدَ عِزٍّ لا يُنالُ و يُهدى بالكَآبَةِ مُستَكينَاً=إلى رِجسٍ أحَاطَ بِهِ الضَّلَالُ يَزيدُ عَلَيهِ لَعنُ اللهِ دأبَاً=مُقيماً ما لَهُ أبَدَاً زَوالُ لَكُم خَيرَ البَريَّةِ وَصلُ رَقٍّ=لَكُم مِنكُم تَمَلَّكَهُ النَّوالُ حَقيرٌ بالقِياسِ لَكُم و لَكِن=على مِقدارِهَا تَهدي الرِّجالُ لقد أُشرِبتُ حُبَّكُمُ رَضيعاً=و لَكِن لَيسَ لي عَنهُ فِصالُ فما لِلنَّارِ في حَسَنٍ نَصيبٌ=و إن كانَت لَهُ جُرُمٌ ثِقالُ إذا ما العَبدُ أخلَصَ في وَلاكُم=فَعَثرَتُهُ و إن عَظُمَت تُقالُ عَلَيكُم سَلَّمَ الباري و صَلَّى=كَثيراً ما استُفيدَ بِكُم كَمَالُ
Testing