جئناك يا عبّاس نطلب حاجة
محمد عبدالله الحدب
أَرْضُ الطُّفُوْفِ سَمَاءٌ تَبْعَثُ الْكَدَرَا = شَمْسُ النُّبَوَّةِ فِيْهَا أَدْمَعَتْ بَصَرَا
أَعْنِيْ الْحُسَيْنَ عَلَىْ الأَكْوَانِ مَنْبَعَهُ = بِالتَّضْحِيَاتِ اهْتَدَىْ فِيْ نَهْجِهِ بَشَرَا
قَلْبِيْ يَفِيْضُ لأَرْضٍ هِمْتُهَا شَغَفًا = الْعُمْرُ يَجْرِيْ وَدَهْرًا كُنْتُ مُنْتَظِرَا
حَتَّىْ أُشَاهِدَ صَرْحًا لِلْوَرَىْ عَلَمًا = يَبُثُّ لِلأُفْقِ دَوْمًا مِسْكَهُ عُطُرَا
يَا مَنْ سَكَنْتَ سِنِيْنًا وَسْطَ أَوْرِدَتِيْ = أَرْوِيْهِ دَمْعًا إِذَا لَمْ يَرْتَوِ مَطَرَا
فَاقْصُدْ لِمَصْرَعِهِ يَا قَلْبُ مُفْتَجِعًا = وَانْظُرْ بِعَيْنِ فُؤَادٍ فِيْ الصَّعِيْدِ تَرَى
جِسْمَ الْحُسَيْنِ بِلاَ رَأْسٍ يُنِيْرُ دُجَىً = مُرَضَّضَ الصَّدْرِ مُنْهُ الظَّهْرُ مُنْكَسِرَا
وَحَوْلَهُ النُّوْرُ فَالأَقْمَارُ مُزْهِرَةٌ = بِالطَّفِّ تَبْعَثُ مِنْ أَنْوَارِهَا دُرَرَا
أَهْوَىْ الطُّفُوْفَ وَقَلْبِيْ جَاءَ تَلْبِيَةً = بِالدَّمِعِ أَقْضِيْ عَلَىْ مَذْبُوْحِنَا وَطَرَا
بِالْعَلْقَمِيِّ تَوَقَّفْ سَوْفَ تَلْقَىْ بِهِ = بَدْرًا يُنِيْرُ وَمِنْهُ الرَّأْسُ مُنْشَطِرَا
النَّهْرُ يَأْخُذُ مِنْهُ مَاءَهُ عَذِبًا = حَتَّىْ النُّجُوْمُ سُرُوْرًا تَقْصُدُ الْقَمَرَا
أَمْلاَكُ رَبِّيْ قَدْ حَفَّتُهُ شَاهِدَةٌ = لِتَنْظُرَ النُّوْرَ مِنْ كَفِّيْهِ مُنْفَجِرَا
تِلْكَ الْكُفُوْفِ بِأَرْضِ الطَّفِّ قَدْ بُتِرَتْ = يَا وَيْحَ شَخْصٍ لِتِلْكَ الْكَفِّ قَدْ بَتَرَا
عَبَّاسُ جُرْحٌ فِيْ الْفُؤَادِ بِحُرْقَةٍ = يُدْمِيْ الْفُؤَادَ لَهِيْبٌ فِيْهِ مُسْتَعِرَا
الدَّهْرُ يَنْثُرُ فِيْ ذِكْرَاكَ لُؤْلُؤَةٍ = فِيْ ذِكْرِ فَضْلِكَ يَا عَبَّاسُ مُنْتَصِرَا
عَبَّاسُ مُدَّتْ مَدَىْ الأَيَّامِ أَذْرُعُنَا = إِذْ كُنْتَ بَابَ مُرَادٍ يَحْتَوِيْ بَشَرَا
هَذِيْ ضُيُوْفُكَ قَدْ جَاءَتْكَ مُعْلِنَةً = أَنَّ السُّرُوْرَ بَدَا فِيْ ذِكْرِكُمْ كَدَرَا
يَا صَاحِبَ الْفَضْلِ قَدْ جِئْنَاكَ مَفْخَرَةً = دَفْعُ الْحَوَائِجِ فِيْ كَفَّيْكَ مُنْحَصِرَا
فَاسْأَلْ إِلَهَكَ أَنْ يَقْضِيْ حَوَائِجَنَا = بِحَقِّ أُمِّكَ يَا ذَا الْفَضِلَ كَيْفَ تَرَى
يَا كَاشِفَ الْكَرْبِ عَنْ شَمْسِ الْهُدَىْ سَلَفًا = اكْشِفْ هُمُوْمَ فُؤَادٍ هَلَّ مُعْتَذِرَا