ذكر الوصي عبادة
محمد عبدالله الحدب
أَوْدَعْتُ سِرِّيْ فِيْ بَحْرِ الْهَوَىْ جَزَعَا = فَقَالَ لِيْ الْبَحْرُ مَهْلاً زِدْتَنِيْ وَجَعَا
شَكْوَايَ يَا بَحْرُ أَرْوَتْنِيْ بِكَأْسِ أَسَىً = مِنَ الْهُمُوْمِ فَأَضْحَىْ الْقَلْبُ مُفْتَجِعَا
لاَ تَأْسَ يَا قَلْبُ فَالأَقْوَامُ عَالِمَةٌ = أَنَّ الْوَصِيَّ عَلِيًّا خَيْرُ مَنْ رَكَعَا
لَكِنَّمَا النَّفْسُ وَالشَّيْطَانُ يَتْبَعُهَا = مَالَتْ عَنِ الْحَقِّ ، بَلْ عَادَتْ لِمَنْ تَبِعَا
هَلْ يُنْكِرُوْنَ حَدِيْثًا جَاءَ مُعْتَبَرًا = عَنِ الْغَدِيْرِ رَوَاهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَا
كَمْ مِنْ صَحَابِيَّ فِيْ يَوْمِ الْغَدِيْرِ رَأَىْ = أَنَّ النَّبِيَّ لِكَفِّ الْمُرْتَضَىْ رَفَعَا
عَرِّجْ أَيَا قَلْبُ عِنْدَ الْمُصْطَفَىْ فَرِحًا = كَيْ مَا تَرَىْ الْجَمْعَ حَوْلَ الْمُصْطَفَىْ جُمِعَا
عَرِّجْ تَرَىْ الْقَوْمَ كُلٌّ يَسْتَقِيْ دُرَرًا = مِنْ كُلِّ خَيْرٍ إِذَا لِلْمَنْقَبَاتِ وَعَىْ
حَيْثُ الْوِلاَيَةُ قَدْ خُصَّتْ لِحَيْدَرَةٍ = يَوْمَ الْغَدِيْرِ بِخُمٍّ ذَا النَّبِيُّ دَعَا
فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَحَيْدَرَةٌ = نِعْمَ الْوَلِيِّ الَّذِيْ لِلْحَقِّ قَدْ صَدَعَا
فَلْتَسْأَلُوْا الشَّمْسَ إِنَّ الشَّمْسَ شَاهِدَةٌ = عَلَىْ الْغَدِيْرِ تَلاَقَتْ وَالْحُضُوْرُ مَعَا
وَلْتَسْأَلُوْا النَّجْمَ لَيْلاً إِذْ هَوَىْ وَلِهًا = فِيْ دَارِ حَيْدَرَةٍ مَا ضَلَّ إِذْ وَقَعَا
فَإِنْ نُوَالِيْ عَلِيًّا حقُّ مَفْخَرَةً = ذَاكَ الْهِزَبْرُ الَّذِيْ فِيْ شَخْصِهِ اجْتَمَعَا
كُلَّ الْمَعَالِيْ ، تَعَالَىْ اللهُ خَالِقُهُ = مَا مِثْلَهُ بَطَلاً فِيْ الْبَيْتِ قَدْ وُضِعَا
وَهْوَ الصَّلاَةُ عُرُوْجًا لِلْعُلاَ وَلَهًا = وَهْوَ التَّقِيُّ كَمَالاً لِلْعُلاَ انْقَطَعَا
وَهْوَ السَّبِيْلُ إِلَىْ جَنَّاتِ خَالِقِنَا = وَهْوَ السِّرَاجُ بِنُوْرِ الْحَقِّ قَدْ سَطَعَا
وَهْوَ الصِّرَاطُ عَلَىْ حَقٍّ سَنَتْبَعُهُ = يَرْضَىْ الْمُوَالِيْ وَقَلْبُ الْحِقْدِ مُنْصَدِعَا
وَهْوَ الشَّجَاعَةُ ضَاهَىْ كُلَّ قَسْوَرَةٍ = وَهْوَ الْفَصَاحَةُ نُطْقًا كُلَّمَا بَرَعَا
مَا مِثْلَ حَيْدَرَةٍ فِيْ الْخَلْقِ لاَ أَبَدًا = فَهْوَ الْفَضَائِلُ فِيْ كُلِّ الأُمُوْرِ سَعَى
مَا مِثْلَهُ وَلَدَتْ أُمٌّ بِمَوْلِدِهَا = فَأُمُّ حَيْدَرَةٍ قَدْ أَنْجَبَتْ سَبُعَا
طَرِيْقُ حَيْدَرَةٍ فِيْ الْحَقِّ بَاتَ لَهُ = كَوَمْضَةِ الْبَرْقِ نُوْرًا فِيْ الدُّجَىْ لَمَعَا
فَمَنْ تَوَالَىْ عَلِيًّا يَبْقَىْ مُنْتَصِرًا = لأَنَّهُ الْحَقُّ كُلَّ الْفَضْلِ قَدْ وَسِعَا
أَضْحَىْ الْفُؤَادُ بِحُبِّ الْمُرْتَضَىْ ثَمِلاً = مَهْمَا يَذِقْهُ زُلاَلاً مِنْهُ مَا قَنَعَا
يَا سَاقِيَ الْحَوْضِ هَلاَّ جُدْتَ لِيْ كَرَمًا = مَعِيْنَ مَاءٍ لأَرْوَىْ حُبَّكُمْ طَمَعَا
أَرْجُوْ النَّجَاةَ بُحِبِّ الْمُرْتَضَىْ طَمَعًا = فَهْوَ الشَّفِيْعُ عَلِيٌّ حُبُّهُ شَفَعَا