شدَّني شوقي إلى ذاتِ الخِمارْ = فعرا قلبي مِنَ الشَّوقِ اعتصارْ
إذ توارتْ خلفَ أحداقي طَويلاً = و أنا أصرُخُ لِمْ ذا الإستِتارْ
مُنذُ كمْ قد غِبتِ عنِّي ؟أينَ أنتِ؟ = يا ملاكَ الرُّوحِ طالَ الإنتظارْ
فالتَعُودي يا حياةَ القلبِ حالاً = إنَّ في عينيَّ من شوقي أُوارْ
فالتَعُودي إنَّ روحي في اشتِعالٍ = ليسَ يُطفيها سواكِ باقتِدارْ
قد أطلَّتْ في حَياءٍ مِثلَ شمسٍ = تُقهِرُ الظُّلمَةَ إنْ عَزَّ النَّهارْ
و أماطتْ عن فُؤادي كُلَّ حُزنٍ = إذْ أماطَتْ عن مُحيَّاها الخِمارْ
و رنتْ نحوي بِطَرْفٍ أحوَرِيٍّ = و أنا يا ويحَ قلبي في انبِهارْ
قد رأيتُ الفَمَّ و الثَّغرَ الَّذي لو = قد سَقَتني الشَّهدَ منهُ لُبِّي طارْ
و رأيتُ الخَدَّ ورداً يانِعاً قد = حانَ وقتُ القطفِ يعلوهُ احمِرارْ
و رأيتُ الصَّدرَ بُستاناً و فيهِ = كُلُّ ما لذَّ لِمَنْ يَجنِي الثِّمَارْ
و رأيتُ العينَ بحراً من كُنوزٍ = إنَّني الغوَّاصُ عن دُرِّ المَحارْ
قد رأيتُ الآنَ نوراً من رُمُوشٍ = فغدى الكونُ مُضيئاً و مُنارْ
كُلُّ هذا نورُكُمْ يا نورَ قلبي = قد فتحتُ الآنَ قلبي للحِوارْ
فأجابتْ : ( إنَّهُ نورُ الحُسينِ = قد رجِعتُ الآنَ من عُمقِ المَزارْ )
و إذا بي قد فتحتُ الصَّدرَ مرحا = ألفَ مرحا بالَّذي نالَ الفَخارْ
نِلتِ فخراً سامِياً إذْ أَنتِ فينا = منبَعُ الأفراحِ من أحلى الدِّيارْ
قد ذكرتِ الآنَ مَولانا فإنِّي = كربلائِيُّ الهوى و القلبُ ثارْ
ثارَ عِشقاً و هو في هذا أُعذُريهِ = ليسَ للقلبِ على العِشقِ اختيارْ
هلْ حِصارٌ يمنَعُ الزُّوَّارَ ؟ كَلاَّ = هلْ شُعورُ العِشقِ يمحوهُ الحِصارْ ؟
بلْ شُعورُ العِشقِ يبقى سوفَ يرقى = من صميمِ القلبِ يحلو الإنتِشارْ
إنْ نأينا عنكَ بُعداً فكَأنَّ = البُعدَ يا مَولاي رُوحُ الإختِبارْ
قد صَبَرنا و نُمَنِّي النَّفسَ دوماً = هل لِطُولِ الَّليلِ يا حُبِّي انحِسارْ
فأجابتْ : ( سوفَ يأتي يومُ فجرٍ = إذ بهِ تُشرِقُ شمسُ الإنتِصارْ )
فمَضَتْ عنِّي و قالتْ :في سُرورٍ = ( سوفَ تلقاني إذا زُرتَ المَزارْ )