إيهٍ بقيعَ الدُّرِّ جاورَكَ الحَسنْ = بجَنازةٍ حمراءَ خضَّبتِ الزَّمنْ
إيهٍ بقيعَ السِّبطِ جئتُكَ باكياً = و القلبَ تملؤُهُ مَآقينا شَجَنْ
هلْ لي بِرَوحٍ يا بقيعُ فخافقي = قد هَدَّهُ سقمٌ و أعيتهُ المِحَنْ
قد جئتُ ألثمُ في ثراكَ مَآثِراً = حَسُنتْ بحُسْنٍ زانَهُ نورُ الحسنْ
قد جئتُ من رحِمِ الزَّمانِ مُصلِّياً = و النَّفسُ تأملُ أنْ تكونَ لها سَكَنْ
فشممتُ عِطراً من زهورِ المُجتبى = زكتِ العُقولُ بها فذا سِرٌّ عُلِنْ
سَجَدَ الشُّعورُ و أحرفي في روضَةٍ = منها أريجٌ فاحَ إذْ مُزِقَ الكفَنْ
و السيفُ سُلَّ و كربلا لاحتْ لنا = أغمدْ سلاحَكَ يومهُ لمَّا يحِنْ
يا ليتَ سيفَكَ لم يعُدْ يا ليتَهُ = طافَ المَدينَةَ باقِراً بَطنَ الفِتنْ
يا حبَّذا هذا وهذا يُرتجَى = من مَنْ يُداعِبُ سِرَّهُ روحُ العَلَنْ
نَزَفَتْ جِراحي من جراحِكَ وارتضى= قلبي بُكاكَ وكنتَ لي نِعمَ الوَطنْ
فغَدوتُ مَزهوَّاً أُفاخِرُ كُلَّما = عَبَقَتْ بمجدِكَ آيةُ السِّبطِ الحسن