يا راكب القود
الحاج مصطفى ميرزا
يا راكب القود تجوب الفلا = وتقطع الأغوار والأنجدا
عرّج على الطف وعرّس بها = عني وقف في أرضها مكمدا
وانشد بها من كل ترب العلا = من هاشم مَن شئت أن تنشدا
فكم ثوت فيها بدور الدجى = وكم هوت فيهانجوم الهدى
وكم بها للمجد من صارم = عضبٍ على رغم العلى أغمدا
كل فتى يعطي الردى نفسه = ولم يكن يعطي لضيم يدا
يخوض ليل النقع يوم الوغى = تحسبه في جنحه فرقدا
يصدع قلب الجيش إما سطا = ويصدع الظلماء إما بدا
تلقاء مثل الليث يوم الوغى = بأساً ومثل الغيث يوم الندى
إن ركع الصارم في كفه = خرّت له هام العدى سجّدا
لم يعترض يوم الوغى جحفلاً = إلا وثنّى جمعه مفردا
سامهم الذل بها معشر = والموت أحلى لهم موردا
ومذ رأوا عيشهم ذلة = والموت بالعز غدا أرغدا
خاضوا لظى الهيجاء مشبوبة = واقتحموا بحر الردى مزبدا
وقبّلوا خدّ الظبا أحمراً = وعانقوا قدّ القنا أغيدا
وجرّدوا من عزمهم مرهفاً = أمضى من السيف إذا جرّدا
يفدون سبط المصطفى أنفساً = قلّ بأهل الأرض أن تفتدى
عجبت من قوم دعوه إلى = جند عليه بذله جندا
وواعدوه النصر حتى إذا = وافى اليهم أخلفوا الموعدا
وأوقدوا النار على خيمة = وتّدها بالشهب مَن وتّدا
يا بأبي ظمآن مستسقياً = وما سقوه غير كأس الردى
ويا بروحي جسمه ما الذي = جرى عليه من خيول العدا
وذات خدر برزت بعده = في زفرات تصدع الأكبدا
وقومها منها بمرأىً فما = أقربهم منها وما أبعدا
فلتبك عين الدين من وقعة = أبكت دماً في وقعها الجلمدا