في رثاء الإمام الحسين (ع)
السيد احمد بن محمد العطار
مَا هاجَ حُزني بعدَ الدار والوَطنِ=ولا الوُقوفُ على الآثارِ والدمنِ
ولا تذكَّر جِيران بِذِي سلمٍ=ولا سَرَى طَيفُ مَن أهوى فَفَارقَني
ولم أُرِقْ في الهَوى دمعاً على=طَلَلٍ بالٍ ولا مربع خالٍ ولا سَكَنِ
نَعْم بُكائي لِمَن أبكى السماءَ فَلا=تزالُ تَنهلّ مِنها أدمعَ المُزُنِ
كأنَّني بِحسينٍ يستغيثُ فَلا=يُغاثُ إلاَّ بِوَقْعِ البِيضِ واللُّدَنِ
وذِمَّةً لِرُعاة الحقِّ ما رُعِيَتْ=وحُرمةً لِرسولِ الله لَمْ تُصَنِ
أعظِمْ بِها مِحنةً جَلَّت رزيَّتُها=يُرى لديها حقيراً أعظمُ المِحَنِ
يا بابَ حِطَّة يا سُفنَ النَّجاةِ ويا=كنزَ العفاة ويا كَهفي ومرتَكَني
يا عِصمة الجارِ يا مَن ليس لي=أمَلٌ إلاَّ ولاه إذا أُدرِجتُ في كَفَني
هل نظرةً منكَ عين الله تلحظني=بها وهَل عَطفَة لي منك تُدرِكُني
إن لم تكن آخِذاً من ورطَتي بِيَدي=ومُنجِدِي في غدي يا سَيِّدي فَمَنِ
وكيف تبرأُ منِّي في المَعاد وقد=مَحضتُ وِدَّك في سِرِّي وفي عَلَني
أمْ كيفَ يُعرَض يوم العَرض عنّي=من بغير دِينٍ هواه القلب لم يدنِ
وهل يُضام مَعاذَ الله أحمدُكم=ما هَكذا الظنُّ فيكم يا ذَوي المِنَنِ
إليكم سادَتي حَسناء فائقة=في حُسنِ بَهجتها مِن سيِّدٍ حَسَني
عليكمُ صَلوات الله ما ضَحِكَتْ=حديقةٌ لِبُكاء العارض الهتنِ