حول يوم الغدير
جمال الدين الخلعي
حول يوم الغدير
حبّذا يوم الغدير=يوم عيد وسرور
إذ أقام المصطفى=من بعده خير أمير
قائلاً هذا وصيّي=في مغيبي وحضوري
وظهيري ونصيري=ووزيري ونظيري
وهو الحاكم بعدي=بالكتاب المستنير
والذي أظهره الله=على علم الدهور
والذي طاعته فرض=على أهل العصور
فأطيعوه تنالوا=القصد من خير ذخير
فأجابوه وقد أخفوا=له على الصدور
بقبول القول منه=والتهاني والحبور
يا أمير النحل يا من=حبّه عقد ضميري
والذي ينقذني من=حر نيران السعير
والذي مدحته ما عشت=أنسي وسميري
والذي يجعل في الحشر=إلى الخلد مصيري
لك أخلصت الولا يا=صاحب العلم الغزير
يورد ما جاء في الغدير وما=حدث فيه عن خاتم النذر
ممّا روته الثقات في صحّة=النقل وما أسندوا إلى عمر
قد رقى المصطفى بخم على=الأقتاب لا بالونى ولا الحصر
إذ عاد من حجّة الوداع إلى=منزله وهي آخر السفر
وقال يا قوم إنّ ربّي قد=عاودني وحيه على خطر
إن لم أبلّغ ما قد أمرت به=وكنت من خلقكم على حذر
وقال إن لم تفعل محوتك من=حكم النبيين فاخش واعتبر
إن خفت من كيدهم عصمتك=فاستبشر فإنّي لخير منتصر
أقم علياً عليهم علماً=فقد تخيّرته من البشر
ثمّ تلا آية البلاغ لهم=والسمع يعنو لها مع البصر
وقال قد آن أن أجيب إلى=داعي المنايا وقد مضى عمري
ألست أولى منكم بأنفسكم=قلنا بلى فاقض حاكماً ومر
فقال والناس محدقون به=ما بين مصغ وبين منتظر
من كنت مولى له فحيدرة=مولاه يقفو به على أثري
يا رب فانصر من كان ناصره=واخذل عداه كخذل مقتدر
فقمت لما عرفت موضعه=من ربّه وهو خيرة الخير
فقلت يا خيرة الأنام بخ=جاءتك منقادة على قدر
أصبحت مولى لنا وكنت أخاً=فافخر فقد حزت خير مفتخر