أأحبتي جودوا بوصل إنني = لعلى العهود وحقكم لا أنثني
إني وحقّكم حفظت ودادكم = إن الوفاء علامة للمؤمن
أأحبتي هلا وفيتم مثلما = أنا قد وفيت فبُعدُكم قد ضرّني
فبحقكم جودوا ووفّوا عهدكم = ودعوا الخيانة إنها طبع الدني
لا يرتضيها غير نذلٍ ناقصٍ = إن الخؤون بدينه لم يوقن
كخيانة الدنيا بأرباب العلى = أهل الحجى و بكل شهم محسن
خانت بهم كلا و ما أوفت لهم = كخيانة الذئب الحقود الألعن
لا تقتدوا بطباعها فطباعها = نقضٌ وحقك بالوفا لم تؤمن
أفلا ترون فعالها يا قومنا = ببني الهدى و بكل حرٍ مؤمن ؟
كفعالها ببني النبي المصطفى = خير الأنام و خير كل مكوَّن
من بعدما خانت به فإذا به = منها يُساء بغدرها المتلوّن
من بعدما أردته فوق فراشه = ويئن من ألم بحزن مكمن
من حوله أبناؤه و نساؤه = يندبنه أسفاً بقلب موهن
و البضعة الزهراء نار فراقه = في قلبها مسجورة لم تسكن
نظرت إليه جنازة مطروحة = فوق السرير ثلاثة لم يدفن
نادت أبي واضيعتي واحسرتي = من بعد فقدك يا حماي و مأمني
الكون بعدك مظلم مستوحش = من لي بفاجعتي و وحشة موطني
هذا فؤادي قد أطاح به الأسى = و كذاك نيران الجوى أحرقنني
قد قرحت أجفانها و تمكنت = في قلبها الأرزاء ، أيُّ تمكن
تدعو و لكن يومها لم يبتل = أحد به و كحزنها لم يحزن
ذو فجة و مصيبة و عظيمة = فنهارها كظلام ليل أدجن
قد كنت لي ملجا و مأوى يا أبي = و حمىً و كهفاً بالظلال يظلني
صلّى عليك الله يا خير الورى = يا من به دين الهداية قد بُني
قد كنت بدراً نستضيء بنوره = فاليوم أظلم بعد فقدك موطني
و عليك ينزل جبرئيل مبادراً = فيظل يؤنسنا بوحي بيِّنِ
فاليوم لا وحيٌ و لا من آية = تأتي لنا من بعدما فارقتني
يا خير مبعوثٍ و أكرم من دعا = للَّه رب العالمين و لم يني
للَّه رزؤك كان رزءاً فادحاً = أبكى الملا طراً و كل مكوَّن
و بكته أملاك السماء حزينة = و الأرض باكية بدمع بيّن
ثم الصلاة عليك يا خير الورى = يا خير مبعوث و خير مبيّن
و على بنيك الطاهرين أولي النهى = أهل الولاية عدة للمؤمن