في حق و فضل أمير المؤمنين (ع)
عبد السلام بن رغبان الكلبي (ديك الجن)
أَصْبَحْتُ جَمَّ بَلابِلِ الصَّدْرِ = و أَبَيْتُ مُنْطَوِيَاً عَلى الجَمْرِ(1)
إنْ بُحْتُ يَوْمَاً طُلَّ فِيهِ دَمِي = و لَئِنْ كَتَمْتُ يَضِقْ بِهِ صَدْري
مِمَّا جَنَاهُ عَلَى أَبِي حَسَنٍ = عُمَرٌ و صَاحِبُهُ أبُو بَكْرِ
طَلَبَ النَبِيُّ صَحيفَةً لَهُمُ = يُمْلِي لِيَأمَنَهُمْ مِنَ الغَدْرِ
فَأبَوا عَلَيهِ ، و قَالَ قَائِلُهُمْ: = قُوموا بِنا قَدْ فَاهَ بالهَجْرِ(2)
و مَضَوا إلى عَقْدِ الخِلافِ و ما = حَضَروهُ إلَّا داخِلَ القَبْرِ
جَعَلُوكَ رابِعَهُمْ أَبَا حَسَنٍ = ظَلَمُوا و رَبِّ الشَّفْعِ و الوَتْرِ(3)
و على الخِلافَةِ سابَقُوكَ و مَا = سَبَقوكَ فِي أُحُدٍ و لا بَدْرِ
غَمَّتْ مُصِيبَتُكَ الهُدَى فَغَدا = الإسْلامُ لا يَدْرِي بِمَا يَدْرِي
و تَشَعَّبَتْ طُرُقُ الضَّلالِ فَلَو = لاكُمْ مَشَوا بالشِّرْكِ و الكُفْرِ
أَنْتُمْ أَدِلَّاءُ الهُدَى و بِكُمْ = قَدْ سِيرَ في بَرٍّ و في بَحْرِ
و دَعَائِمُ التَّقْوَى و قَادَتُهَا = للفَوْزِ يَوْمَ الحَشْرِ و النَّشْرِ
و العَارِفُوا سِيمَا الوجوهِ عَلى = الأعْرَافِ مَعْرِفَةً بِلا نُكْرِ(4)
و مُقَاسِمُ النِيرَانِ أنْتَ لِمَنْ = أَخَذُوا العُهُودَ بِعَالَمِ الذَّرِّ
فَتَقُولُ يَا نَارُ اترُكي ليَ ذا = و لذا خُذي ، فَتَدِينُ لِلأَمْرِ