في مدح أمير المؤمنين علي (ع) السيد جابر الجابري (مدين الموسوي)
في مدح أمير المؤمنين علي (ع)
هاك قلبي بعد القطيعة عهدا=واتخذه لنصل حبّك غمدا
وافترش أضلعي لروحك مأوى=إنّ في أضلعي لوجدك مهدا
بدمي خضت تستبيح كياني=فدمي قد غدا لنهجك وردا
يا أمير الندى وحسبك مجدا=أن يكون الندى لكفّك مجدا
أنت ألهمتني هواك فراحت=أعيني من هدى مسارك تندى
كلّما زادني هداك اقترابا=زادني عن يد الصغائر بعدا
يا سمي الإله حسبك مجداً=أن يكون العلى إليك مجدا
أنت مولى لكلّ قلب أبي=صاغ أوراده لنهجك عقدا
وأنا عدت من رحابك أجلو=عن عيون الدجى لنورك بردا
أيّ عيد بك أستهل وجدا=كنت أعطيته على الدهر خلدا
أحمل الجمر في هواك نعيما=وأرى الذمّ في ولائك حمدا
حينما بلغ الرسول وأفشى=سرّ ما شاءت السماء وأبدى
قال هذا أبو الحسين وصيّ=وإمام له الصحائف تهدى
وهو مولى للمؤمنين وكهف=يكمل الشوط والمسار المندى
وهو عندي كما لهارون موسى=حاملاً حجّتي ليحفظ عهدا
فاستجاشت نفوس قوم وهاجت=نار حقد بها تبيت ردا
وسعت السن تبايع جهرا=وهي تغلي من الكراهة حقدا
ولك امتدت الأكف بوعد=أضمرت سرّها لتخلف وعدا
بداوها من السقيفة حرباً=تتوارى بها الضغائن حشدا
ثمّ قادوك بالحمائل عدوا=نحو نار غدت سلاماً وبردا
واستراحت لهم أكف لئام=عرسها أن ترى بكفّك قيدا
لعبة الدهر إذ تقودك كفّ=أنت أطلقتها من القيد عمدا
ويد تستبي يديك وقبلا=تحتمي منهما لتسلم جلدا
يوم قادوك بالحمائل فرداً=ليتهم أدركوا ستخلد فردا
ليتهم أدركوا بصمتك سرّاً=أنّه في غد سيصبح رعدا
ربّ صمت يكون فيه صراخ=يملا الدهر أن تغافل رشدا
ولقد كنت كالجبال وكانوا=كسحاء سعوا لسفحك صعدا
دفنوا مجدهم وعدت علياً=تتعالى مع الكواكب مجدا
يا أبا ذي الفقار حسبك سيفاً=حدّه يحصد الأسنّة حصدا
كم قميص ملطّخ بدماء=كذب أخرجوا لنهجك سدّا
وادّعى سيفهم يطالب ثاراً=لقتيل مضى وعاد يفدى
وسعت تحمل السلاح نساء=كنت أفريت من حشاهن كبدا
وجباه من السجود غلاظ=رفعت راية لتحشد جندا
واستشاطت من الشام قلوب=كأسها علقم وقد كان شهدا
كلّها أجمعت عليك ولكن=جعلتها يد المنافع فردا
لا لشيء سوى العداء لحقّ=فاض أخذاً على يديك وردا
طالق عندك الحياة إذا ما=صغت فيها من العدالة عقدا
فمضى سيفك الهصور يلاقي=كلّ من صار للرسالة ندّا
فلديك القوّي قزم صغير=حينما يحمل المطامع قصدا
ولديك الضعيف ركن متين=عندما ينهل الرسالة وردا
لم تبت متخماً وحولك غرثى=تتلوّى وليست تحصل قدّا
عجب العدل كيف تملأ كفّ=راحتيه بما يحاول جهدا
أن يرى نصف ما يريد مجاباً=ويرى بعض ما يراد مردا
كذب الدهر لن يكرّر كفّاً=هي أمضى من القواطع حدّا
يا أبا ذي الفقار عندي عتاب=حزّ في أضلعي وأصبح بندا
أنّ سيفاً لديك جزّ رقاباً=سمنت من دم الضعيف وأردى
كلّ داع يرى من الظلم لهوا=واشتهاء لدى الغرائز رفدا
أنت يا من أجبت صوتاً لطفل=أرعبته يد لوغد تعدى
وتحاملت حين يسلب قرط=لفتاة وإن تعفر خدّا
يستبيح الأنبار وغد فتضرى=حسرة مرّة وتفتل زندا
وترى الموت من حياتك خيراً=حينما تستبى الحريم وتبدى
هل سمعت الصراخ حولك يدمي=من صداه القلوب حين تصدى
هل بصرت القلوب تطحن جرحاً=نز من أضلع الصدور وندى
هل رأيت العيون تملأ دمعاً=يشتكي خفية ويأمل ردّا
هل عرفت السجون حولك ملاى=بأكفّ كانت لنهجك جندا
هل نظرت النساء وهي عرايا=تتمنّى لو يصبح السجن لحدا
هل سمعت الأيتام عندك ضجّت=حرقة ترتجي لسيفك حدّا
ألف قرط هوى بكفّ لئيم=صار في غابة الجريمة قردا
ألف طفل لديك يصرخ ظلماً=وله صارت المجاهل مهدا
يا أبا ذي الفقار أينك عنها=وهي ترنو لحدّ سيفك وعدا
كيف تغفو جفون سيفك صبرا=وهي قد أتعبت عداتك سهدا
مزق القبر واخترقه فأنا=كلّ كفّ لنا لكفّك تفدى