لقد زرت مثوى الطهر
أبو طالب الجعفري
لقد زرتُ مثوى الطهر في أرض كربلا = فدتْ نفسيَ المقتول عطشان صاديا
ففي عشر ما نال الحسين ابن فاطم = لمثلي مسلاة لئن كنت ساليا
نسيم الصبا ألمم بفارس غاديا = وأبلغ سلامي أهل ودي الازاكيا
وقل كيف أنتم بعد عهدي فانني= بُليت بأهوال تشيب النواصيا
سيبكي عليَّ الفضل والعلم إن رمت = بمثلي يد الدهر العسوف المراميا
وعُطَّل مني مسجد أسَّه التقى = لآل رسول الله بي كان حاليا
أإخواننا صبراً جميلا فانني = غدوت بهذا في رضى الله راضيا
وفي آل طه إن نفيت فإنني = لاعدائهم ما زلت والله نافيا
فما كنت بدعاً في الاولى فيهم نفوا = ألافخر أن أغدو ( لجندب ) ثانيا
لئن مسَّنى بالنفي قرحٌ فانني = بلغت به في بعض همي الامانيا
فقد زُرت في كوفان للمجد قبّة = هي الدين والدنيا بحقٍ كما هيا
هي القبة البيضاء قبة حيدر = وصي الذي قد أرسل الله هاديا
وصيَّ النبي المصطفى وابن عمه = ومن قام مولى في الغدير وواليا
ومن قال قومٌ فيه قولاً مناسباً = لقول النصارى في المسيح مضاهيا
فوا حبذا التطواف حول ضريحه = أصلي عليه في خشوع تواليا
وواحبذا تعفير خديَّ فوقه = ويا طيب إكبابي عليه مناجيا
أناجي وأشكو ظالمي بتحرَّق = يثير دموعاً فوق خدي جواريا