في ضفافِ منَ السنا في الغديرِ=أشرقَ المجدُ زاهياً بالسرورِ
وتهادتْ تلكَ اللياليْ حبوراً=مشرقاتٍ جذلى بنورِ الأمير
يومَ نادى النبيُ هذا عليٌ=هوَ بعديْ خليفتيْ ووزيري
بعدَها هللَ الجميعُ ابتهاجاً=حينَ ضجِّتْ بصيحةِ التكبير
فانبرى الشيخُ للوصيَّ يُهنيْ=أنتَ أولى بها بهذا الحضور
أنتَ مولًى للمؤمنينَ جميعاً=قدْ سمعنا قولَ البشيِر النذير
وتتالى الوفودُ فيهِ تباعاً=فمهنٍ وافى بكفٍ مشير
وتنادى فوقَ البطاحِ هديرٌ=فعلا صوتُها فضاءَ الأثير
كان يوماً على الزمانِ عظيماً=طاويَّا في ُعلاهُ كلَ العصور
حارَ فيه أهلُ النهى بانبهارٍ=فهمُ بينَ منصفٍ وغَرُورِ
كيفَ لي أنْ أرى مديحَ إمامٍ=قدْ سقاهُ النبيُ أحلىَ نمير
يعجزُ الفكرُ أن يصوغَ قصيداً=غيرَ أَّنيْ قدْ بحتُ بالمستور
رضعتني أمي بحبكَ طفلاً=فترشفته بأزكى طهور
وسرتْ نشوةُ الولايةِ حرى =بفؤادي إذْ رامَ مهوى الأمير
سوف تبقى على الليالي شعاراً=زاهياً في مكانةٍ منْ نور
وإذا بالسراتِ في كلَ عصرٍ=قدْ أناخوا فوقَ الروابي الحور
فرأوا في حماكَ موئلَ عزٍ=فأ ناروا بهِ دجىَ الديجور
وغدا في الغريَّ منهلَ فكرٍ=فترى كلَ عالمٍ مشهور
وعلى ضفتيهِ تنهلُ جاءتْ=نابغاتُ الأحرارِ عبَْرَ العصور
هكذا جاءتِ الفضائلُ تترى=زاخراتٍ تتلو صفاتَ البشير
ولكم نادى بالحقوق أناسٌ .=لعليٍ بها رؤى التنظير[1].
وصمُونا أَّنا غلاةٌ ولكنْ=كمْ تناسوا لآيةِ التطهير
كمْ تناسوا َمنْ في المنامِ فداهُ=واجهَ القومَ فيْ جهادٍ كبير
ومضى داعياً إليهِ بعزمٍ=يدعمُ الصامدينَ عَبرَ المسير
ماعشقناكَ للقداسةِ كلا=بلْ هوَ الحبُ ساطعٌ بالنور
وستبقى الأيامُ تشهدُ فينا=أنَّ صدقَ الولا بعمقِ الشعور
وسنبقى على الوفاء دواماً=نحفظُ الحبَ في شغافِ الصدور
نجفَ المجدِ، إيهِ يا لَلمعالي=تزدهيْ فوقَ شامخاتِ الدهور
فلقدْ ضمَّ مرقدُ الطهرِ طهراً=هوَ صنوُ الهدى وصحوُ الضمير
إننا الوالهونَ فيكِ بصدقٍ=وهوانا الهوىَ ونفسُ المصير
فعليٌ على الزمانِ شعاعٌ=مقتدانا فيْ الفكرِ والتبصير
هل ترانا من أرهبَ الناسَ يوماً=أو بغى بعضُنا بقتلِ الأسير
أو بتفجيرِ أنفسِ الطهرِ قمنا=خالفونا بحجةِ التكفير
أيُّها القومُ نهجُنا فيْ وضوحٍ=يرشدُ الناسَ لا لدربِ الشرور
أنا مازلتُ من هوًى أتغنى=بينَ فكرِ الوصي بالتصوير
وأصوغُ القصيدَ حبا ووداً=لإمامٍ ُيخصَّ بالتطهير
لو كتمنا الودادَ ما بينَ قومٍ =يفضحُ العاشقيَن صدقُ الشعور
هكذا الحبُّ سالَ بينَ دمانا =خالداً لافتخارِ يومِ النشور
إنَّ أحلى يومٍ يطلُّ علينا=هو يومُ السناُ بيومِ الغدير
إذْ به اكملَ المهيمنُ ديناً=إذَْ دعاهُم لبيعةِ التنوير
Testing
[1] -هذا البيت إشارة إلى دعوة الأمم المتحدة لأول مرة باعتبار الإمام علي عليه السلام مثالاً للعدالة وحقوق الإنسان حيث دعت في تقريرها السنوي لعام 2002م الصادر عن برنامجها الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم ، دعت الدول العربية إلى اتخاذ الإمام علي بن أبلي طالب(ع) مثالاً لتشجيع المعرفة وتأسيس الدولة على مبادىء العدالة . وقد احتوى التقرير المذكور الذي أشتمل على أكثر من مائة وستون صفحة على ست نقاط رئيسية أوصى بها الإمام أمير المؤمنين قبل أكثر من ألف عام مثلت العدالة والمعرفة وحقوق الإنسان. وأهم ماجا في التقرير هو كيفية تعيين الحكام والمحافظين والمدراء في الدولة وكيفية أن يكونوا عدولاً مع الشعب وتحمل المسؤولية وان يكون رئيس الدولة نموذجاً في الطريقة المثلى...