مولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم صالح علي الحداد - أبو جمال
مولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم
يحدثنا التاريخ عن أرض يعرب=بما ساد بين الناس فى سالف الدهر
غداة تفشى الشرك وإنحط قدرهم=وكان شريع الغاب يحكم للأمر
فإن أنجبت أم هنالك طفلة=فياويلها مما جنت وهي لاتدرى
هنالك تسود الوجوه بدارها=كأن الذى جاءت به أنكر النكر
فليست تذوق النوم من بعد وضعها=لما قد يصيب البنت فى غيهب السحر
فقد كانت الأعراف دس بناتهم= فوأدهم نبل جهارا وفى السر
ويستبعدون الناس قسرا وسخرة=فذلك مملوك حقير بلا قدر
عبادتهم للات والعزة التى=يرون بها ربا لهم دونما وزر
وثالثهم فهي المناة وكلهم= تماثيل لاتغنى عن البرد والحر
فبعضهم من تمرة أو حلاوة=إذا مسهم جوع غدت أكلة الظهر
وقد عبدوا الأصنام وهى جهالة=وشرك وتقديس لباطل فى جهر
فهل هلال المصطفى بكماله=به كان ميلاد الفضيلة والطهر
يتيم أتى والناس ذلك حالهم= فلم يعرفوا إذ ذاك خيرا من الشر
وقد جاء بالدين الحنيف محمد=إلى عالم الأصنام والشرك والكفر
فقرر أن الناس لافرق بينهم=بأصل ولالون ولابدو أو حضر
فأفضلكم أتقاقكم عند ربكم= وأنفعكم للناس فى ساعة العسر
فليس لمخلوق على الناس طاعة=لغير سبيل الله فى طاعة الأمر
وأوصاهم بالجار حتى كأنه=يورثه فى عزة وهو ذو قدر
وقد ساد بين الناس حب وألفة=وسادت مساواة وعدل بلا قهر
وأعفى عن القوم الذين تعنتوا=وأطلقهم رغم الجناية والغدر
ولكنهم قد قابلوا ذلك بالذى=يسطره التاريخ فى جرم أو نكر
فقد غدروا بعد الغدير بحيدر=وقادوه مكتوفا وكل الملا تدرى
وبضعته الطهر البتولة صادروا=لها فدكا هل بعد ذلك من غدر
وفى جانب الباب الأراذل حطموا=لفاطمة الأظلاع ياله من وزر
وقد أسقطوا منها الجنين فويلهم=غدا من عذاب الله فى حفرة القبر
وهل ماجرى يوم الطفوف بخافى=على كل ذي لب لديه وذى فكر
فقد قتلوا السبط الحسين بكربلا=وداست عليه خيلهم وهى إذ تجرى
وروعت الأطفال فى كل خسة=ونسوته فى السبى فى الحر فى البر
وقد قطعوا من كل صنديد رأسة =وحتى صغار السن ، ياله من جور
وقد رفعوا فوق الرماح رؤوسهم= وساروا بها للشام فى بهجة النصر
فهل هذا عرفان الجميل ورده=وهل لحبيب الله من منحة الأجر
إلهي ومولانا فإنك شاهد =بأنى يرئ من فعالهم عمري
وهاهى أنصار النبى وآله=وقد سادهم أنس لمولدك الغر
ومولد مولانا المعظم جعفر=ومحي أمور الدين قولا وفى نشر
فكم نهلوا من علمه وهو بين= فدونكم النعمان قد شاع فى الأثر
وقال بأن لولا اسنتين قضاهما=بحوزة مولانا وينهل من جفر
لما كان زق العلم بين رفاقه=وماشاع بين الناس من علم أو ذكر
ورغم الذى قلناه قد صار طمسه=وطمس علوم نورها غرة الفجر
ولكننا يارحمة الله دأبنا=ولاء لكم دنيا وفى الحشر والنشر
فنفرح فى أفراحكم داك طبعنا=ونحزن إن صابكم طارق الشر
الهنا فارحمنا وسدد لنا خطا=ومرجعنا الدينى بحضر وفى بر
وأصلح أمور الدين فى خير مصلح= سماحة مولانا إبن موسى مدى الدهر
وآخر دعوانا أن الحمد للذى=هدانا تولي السادة الصيد والغر
وصلوا على المختار طه وآله=ليعبق منها الحفل طيبا كما الزهر