شعراء أهل البيت عليهم السلام - يا منقذ الإسلام

عــــدد الأبـيـات
64
عدد المشاهدات
1998
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/03/2010
وقـــت الإضــافــة
4:10 صباحاً

إخواني الغرَّ لا أشكو الأسى لكمُ = فكلنا صال في أعماقِه الألمُ وكلنا نرتجي المولى وطلعتَه = متى يهلُّ فتحيى باسمِه الأُممُ لكنني وخيوط الفجرِ تجذبُني = أرى بزوغَ فتىً في كفِّه علمُ (اللهُ أكبرُ إنَّ النصرَ مطلبُنا( = قد خُطَّ فيه وفيه )لا يضيع دمُ) ساءَ لت قلبيَ ما هذا فأنشدَني = من فيضِه ما جنى إيقاعَه القلمُ فإن تروْا ما به من لوعةٍ وأسىً = فما احتواهُ الحشا لا يحتويه فمُ حييت يا منقذ الإسلام برهانا = حييتَ يا حاملاً سيفاً وقرآنا حييت تستمطر الآفاق ما حملت = طياتُها من لهيبِ الجورِ نيرانا تجمِّع الآهَ في حد الظبا لهباً = تصبُّه فوق هامِ البغيِ بركانا ناراً تدك صروح البغي صالية = تذيبُ ما رصَّعوا عرشاً وتيجانا لتحرقَ الظلم في أوكار سطوته = ويصطلي بضرامِ الحقِّ خسرانا يخرُّ يذوي إلى رمس البِلى مِزَقاً = لِهُوَّةٍ ملئت ظلما وعدانا لحيث لا ندم يجدي ولا سَعَةٌ = تُرجى وقيل له دِينَ الذي دانا يُهالُ من فوقه كالجمر مضطرماً = شواظُ محنتِنا أيامَ بلوانا ونقبرُ الآهَ تلوَ الآهِ في جدثٍ = فكم حسوناهُ ويلاتٍ وأحزانا وكم جرعْنا بكأس الغمِّ غصَّتَه = وكم سلوْنا وذاتُ الصبرِ سلوانا وكم سكبْنا على شاطي النوى حِمَماً = من الدموع تسلِّي النفسَ أحيانا يغتالُنا اليأسُ يأسُ الانتظار ولا = يغتال منا أحاسيساً وأشجانا نَرنو إلى مركب التأليف يجمعُنا = من الشتاتِ فكم شطَّتْ سرايانا يُقِلُّنا الضفةَ الأخرى وإن بَعُدت = فالسير عذب لِشأْوٍ فيه إِحيانا يُقِلُّنا لمروج الحبِّ مزهرةً = نستاف من عبْقِها روحاً وريحانا لمرفأٍ في حنايا الحبِّ مَرْتَعُهُ = وفي حنان الإخا يختالُ نشوانا إلى الأمان وهل غير الأمان هوىً = نصبو إليه وتعلو فيه أصدانا إلى الورودِ التي لم تبدُ حمرتُها = إلا بريِّ دمٍ صبَّتْه قتلانا إلى اليفاعِ الذي لم تَخْبُ نضرتُه = إلا سقيناه أطفالاً وشبانا إلى الجمالِ الذي لم تَحْلُ صورتُه = وقد عشقناه خلاباً وفتانا إلا كما شاءت الأقدارُ وانخسفتْ = منا بدورٌ تردُّ البدرَ خجلانا فكلما أَوْمَضَتْ خلف الغمام يدٌ = نظن أن بها بِيضاً ومُرَّانا تعَكَّرَ الصفْوُ واسْتَشْرى الظلامُ به = وصال كالشبحِ المسعورِ هيمانا وثار بحرُ الأسى تعلوه عاصفةٌ = وجاءنا موجُه العاتي وغطانا فنحن في بحر آمالٍ تَقاذَفَنا = مداً وجزراً فأدنانا وأقصانا بحرٍ خِضَمٍّ عميقٍ داكنٍ عكرٍ = وسطحُه مفعمٌ سحبا ودخانا فكيف نبصرُ خلفَ الحُجْبِ غايتَنا = وصارمُ اليأسِ أضنانا وأعيانا والعينُ في دمعِها القاني بحرقَتِه = كأنما اصطنعتْ بالدمع أجفانا أم كيف نبحرُ حتى لو مجازفةً = والنفسُ تحدوا بنا شوقاً لمرمانا والمركبُ الغرُّ محجوبٌ وصاحبُه = والركبُ يحتاجُ للإبحارِ ربانا ها نحن رغمَ صروفِ الدهرِ في ثقةٍ = ورغم ما حملت منها رزايانا ورغمَ طولِ مغيبٍ قد أَضرَّ بنا = وزاد في الزمن المشئومِ أزمانا واللهِ ما خالجتْ أذهانَنا رِيَبٌ = ولا بهمسة شكٍّ في خفايانا لكننا كلما نرنو لواقِعِنا ال = مرِّ المعذبِ ألواناً وألوانا ضاقت به الرُّحْبُ و الأفياءُ فارهةٌ = تقل هارونَ في وكر ومروانا وثرثرتْ باسمِه الأنهارُ مُتْرعةً = وبات من حولها عطشان ظمآنا نَبُثُّها صرخةَ الغرقى لمنقذِهِم = مما عراهم أسى سيلاً وطوفانا ونحن واللهِ ندري ما تفيضُ به = جراحُ قلبِك آلاما وتحنانا فَمُذْ تكالبَتْ الأرزاءُ مطبقةً = أيقنتُ أنَّ بزوغَ الفجرِ قد حانا أيقنتُ أنَّ ربيعَ الكونِ سوف يرى = بأن موعدَه المحتومُ قد حانا قد آنَ أنْ تزهرَ الآفاقُ مُبْهَجَةً = ويبسمَ الدهرُ مسروراً وجذلانا ويحكمَ الخصبُ أصقاعَ الدنى فرحاً = ويزدهي المحل مكسواً وريانا وينتشي العدلُ في أسمى مراتِبِه = يطبقُ الكونَ إخلاصاً وإحسانا وتسكنَ الصرصرُ الهوجاءُ تائبةً = تلقى الشكائمَ في كفَّيْكَ سلطانا ونكحلَ العيَن من وجهٍ يفيضُ سناً = ورأفةً وابتساماتٍ وإيمانا ونشرحَ الصدرَ إيناساً بمجلسِه = ويخفقَ القلبُ مياساً وفرحانا يا سيدي يا وليَّ العصرِ يا أملاً = غنَّى به القلبُ أنغاماً وألحانا عجلْ فما أولهَ العشاقَ في غَدِنا = للسيِر خلفَك أنصاراً وأعوانا عجلْ وعينُك خلف الغيب ترعانا = وأجمعْ بنورِ الهدى والحبِّ أهوانا فالحقدُ كشَّرَ أنيابا لفرقتِنا = كأنَّ في كلِّ نابٍ منه ثعبانا وأننا اليومَ أشلاءٌ موزعةٌ = كأنَّنا لم نكنْ في الله إخوانا فاشهر حسامك فالبشرى بومضته = تنيرُ ليلَ الورى صبحا وتبيانا فكم تلوح سيوف الحاقدين بنا = تحتلُّ أنحرَنا غمداً وميدانا تتيه ملؤ مداها ضحكة وأسى = كأنَّها وهي تفْرينا تحدانا ونحن نشحذها جهلاً ونطعمها = دمَ الموالين للكرار قربانا نغوصُ في لُجَّةِ الآثامِ لا قبسٌ = يضيءُ وسطَ عُبابِ الذنبِ مسرانا الناسُ بالعلمِ تسعى نحو عزتها = وإن بنوا في متين الصرح عصيانا ونحن لم نرَ غيرَ الطعن في العُلما = وغيرَ سبِّهم درساً وعنوانا
Testing