وقف الزمان إلى المشاعر يسمع=والحبر يكتب والمطابع تطبع
إن النهار مضى وأقفر وجهه=فالقائم المهدي شمس تسطع
فبه النبي المصطفى قد بشرا=وبه تكرر صوت ذاك الأنزع
وكذا الأئمة في جليل خطابهم=حقا إمام الآخرين سيطلع
عجل لنا نصر الإله وفضله=فلك القلوب إمامنا تتوسع
بعد جفاف الصدر أسقينا أسا=كاسات سم دائما نتجرع
أوما ترى ملهى الخوارج بغضنا=وكأنه خمر العصات يوزع
تتمايل الأجساد في سكراتهم=وطبول حقدهم بأذنك تقرع
أسفا على دين النبي محمد=يعفى ودين السامرية يتبع
سجد الشباب لخزيهم وتشتتوا=وعدوا على ذل الطغاة ليركعوا
وإذا نطقت قتلت من جهالهم=وإذا سكت فبالإهانة تشبع
مولاي عندي مايجرح قلبنا=بالسيف بل حد أشد وأوجع
مولاي ما ذنب الجوارح حينما=تمسي بسيف العاهرات تبضع
وترى قباب الدين شبه تهدمت=والظالمين على العروش تربعوا
وتكحل الأهواء من كحل العمى=والحق من عين الحقيقة ينزع
ويثور بطش الحاقدين ويعتدي=فيموت فيه ضميرهم ويشيع
مولاي خذنا من سطوح جهالة=والله بطن الأرض هذي أنفع
صرنا إليك صوارما ياسيدي=مصقولة عند الكريهة ترفع
خذنا فداء يديك ياكف الهدى=خذنا شراعا بالسفينة يشرع
مولاي جرح بالفؤاد لقد سطى=وغدا باسمك سيدي يتضرع
مولاي لم لا عاصفاك تعصف=عجبا حسامك عن نضالك يمنع
فمتى يعم العدل كل بسيطة=ومتى نخيلاة الظلالة تقطع
هذي ورود الخير يقطف غصنها=وإلى جلالك ياإمامي تفزع
وبحفل ميلاد المعزة والهدى=من كل صوب جمعنا يتجمع
هذا يضم أخاه وهو مهنئ=هذا ظهورك في الملا يتوقع
وقصائد تلقى وهذا خطبة=والكل جاء حديثكم يتسمع
والثغر يلهج بالصلاة وعيننا=ببهاء نورك يابها تتمتع
مولاي غوثك يامغيث فإنني=في القلب حبك ياحبيبي أزرع
زال النهار عن القلوب وما أرى=إلا لشمسك في المطالع مطلع