البعد الخائف
ديوان الحسين لغة ثانية - جواد جميل
لم أشأْ أنْ يجفَّ قلبيَ في الرملِ=ويغفو بمسمعيَّ السكوتُ
وتلفَّ ابتسامتي صرخاتُ الخيلِ=ذعراً، ووجهُها الممقوتُ
أنا أخشى أنْ يلعقَ الذئبُ أحلامي=ويرفو جراحيَ العنكبوتُ
فتركتُ الحسينَ يختصرُ الرحلةَ..=والموتُ ذاهلٌ مبهوتُ
هاكَ سيفي.. فقالَ لي: الخزفُ=المنخورُ خوفاً، أم غمدُهُ التابوتُ؟
وجوادي.. فقالَ لا اَصحبُ الريحَ=ولا يهربُ الفتى المستميتُ
ويحَ هذي الصحراءِ ينبضُ فيها=صخبٌ لاحتراقَتي وخفوتُ
من عرائي وغربتي يرجفُ النخلُ=وللدودِ في رؤايَ بُيوتُ
عطشٌ كلُّها حكاياتُ روحي=وصدى أنّتي بها مكبوتُ
فاحفري في الرمادِ بئراً لكي يطلعَ=ماءٌ من ملحِهِ منحوتُ
ربَّما قطرةٌ تمرُّ بشرياني=فأنسى.. وأنطفي.. وأموتُ!