في مثل هذه الليلة أنزل الله تعالى مَواكِبَ البِشْر زيتا ً في مصباح ِ وجهِ الرسول فإزداد نورا على نوره, و إرتد كيد شانئه في نحره... فسلامٌ على مُحّيَّاهُ الكريم مؤيَّدا منصورا بملائكة الزيت ..
يا غيمة ً حملت لأحمدَ صَيِّبا = جازت سماواتٍ تُيَمِّمُ يثربا
ثقُلتْ بوعد الله فانتبذت به = من شانئي المختار طه جانبا
فأجاءَها طُهْرُ المخاض ِ لوجْههِ = يحدو بها وحيُ الإله مُخاطِبا
هزي و إذ بالجذع ِ جذع ِ بياضه = بِجَنِيِّ تسبيح ٍ يَميلُ مُرَحِّبا
سبحانَ وعدِكَ ما وعدْتَ بنعمةٍ = إلا و كنتُ لصدقِها المُترقِّبا
و غدت على خد الرسول غمامة ٌ = بالشكر ِ وضَّأت الوجودَ الأرحبا
غسَلَ السجودَ بوجنتيه و قام في = محرابه البالدمع ِ بات مُطَيَّبا
و مشى تواكِبُه البشارة ُ عابرا ً = من حيث دَجَّجَ شانِئوهُ مَضارِبا
يتساءلون و من أمدَّ محمدا ً = بعساكر البُشرى فجاء مُحارِبا
الأبترُ المحرومُ مِن أولادِهِ = ما بالهُ يبدو لأشرفِنا أبا
يتساءلون و عن سرور محمدٍ = سَألَ الأولى يتساءلون عن النبا
قُل إنه الرحمنُ رَبُّ ملامِحي = أوحى لها أن قد أتيتُكِ واهبا
فأتى إلى مصباح وجهيَ مُوحِيا ً = لِملائِكِ الزيت إملئيه مَواكِبا
و إلى فتيل ٍبُرْعُم ٍأمنيَّةٍ = أودعْتُه في وجنتيْ فتشرَّبا
فأنارهُ فإذا الوجودُ مُنوَّرٌ = قُل إنه وُلِدَ الزكيُّ المجتبى
*****
يا بيتَ فرْع ِ المصطفى لقِصاعِكمْ = حَمَلَتْ تلهُّفَها و أقبلت الرُّبى
سغِبتْ مواسمُها و من ذا غيرُكم = يا عترة َ الهادي يُغيث السُّغَّبا
أقبلتُ أطلب سدَّ جوع قصيدتي = و حملتُ من شعري ربيعا ً مُجدِبا
فملأتمُ قِرَبيْ الفقيرةَ مَنطِقا = و حشوتمُ أفقيْ اليتيمَ سحائبا
و إذا بكونيَ لم يكن من نهره = في كل أنهار المشاعر أعْذبا
أسدلتُ أجفانَ الحروفِ دقيقة ً = و وهبْتُها في كون شعريَ مَركَبا
و دفعْتُها في إثْرِ أخبارِ اللِّقا = ما بين أحمدَ و الوليدِ المجتبى
فغفتْ قليلا ً و إنثنتْ أهزوجة ً = بفميْ و لحْنا مَولِدِيّاً مُطرِبا
تحكي بأن محمدا ً نادى أيا = أسماءُ هاتي لي الوليدَ الأنجبا
فأتتْ به قارورة ًمن كوثر ٍ = قد آن في أحضانه أن تُسْكَبا
فاضت أواني الحمدِ في أحضانه = و جرى على راحاتِه و تصَبَّبا
فإخضرَّ في كفيه مما فاض من = حمدٍ بِساط ُ الضفتين و أعشَبا
و على أكُفِّ الحمدِ قَرَّبَ طفلَهُ = و لعلَّهُ بِأبيْ إنحنى و تَقرَّبا
يسقيه من عذب الحنان مُكبرا ً = و مُهللا ً و مُناغِيا ً و مُداعِبا
و يشمُّه و كأنه إذ شمَّهُ = ريحانة ٌ أنِست هُبيباتِ الصَبا
يُؤوي إلى حُسْن ِ الكريم ِ وليدِه = شفَة ً شَكَتْ عن وجنتيه تغَرُّبا
فيعُبُّ من غُدرانِهِ قُبَلا ً و في = نجْواهُ يُمضيْ الليلَ طه مُطْنِبا
و عليُّ في فرَح ٍتبَسَّمَ حائرا ً = هل جاءَ طه ساقِيا ً أم شاربا
زهراءُ ها قد أنزَلَ الباريْ لنا = مرآتَهُ الأولى أنظري ما أعجبا
سبحان من أوحى لوجهِ المجتبى = قَسَماتِهِ لجمال ِ أحمدَ قالَبا