شعراء أهل البيت عليهم السلام - النهر .. متجها إلى الأعلى

عــــدد الأبـيـات
25
عدد المشاهدات
2202
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
03/02/2010
وقـــت الإضــافــة
9:01 صباحاً

هادئا كالفجر أسرجتَ البُراقا = فمضتْ عيناكَ للهِ اشتياقا وفقدْناكَ على دربِ المُنى = وكأنَّ الكونَ منْ بعدِكَ ضاقا لم يَدُرْ في خاطر الآفاق ِأنْ = يستحيلَ البدرُ في رمشٍ مُحَاقا وحُبسْنا نحنُ في أدمعِنَا = بينما أنتَ تحرَّرْتَ انعتاقا فلقدْ ناداكَ طيفٌ آخرُ = من جهات الموت يهواك اعتناقا ماورائيًا تشهيتَ الرؤى = وتصوَّفتَ مع السِّرِ اعتلاقا ولكي تدخلَ في الجنَّة لا = بدَّ منْ أنْ تدْفعَ الموتَ صَدَاقا أيها النهرُ المُسَمَّى ب (الرِّضا) = طِبْتَ مجرى , وتباركتَ انطلاقا كنتَ تجري لا لشيءٍ غيرَ أنْ = تكملَ الشوطَ الرساليَّ سباقا فجأة .. غيَّرْتَ مجرى رحلةٍ = فتموَّجْتَ إلى الأعلى اندلاقا يا لعُمْرٍ في مداهُ ازدهرتْ = نجمة الذاتِ التي تضوي ائتلاقا لكَ عُمْرٌ آخرٌ فصَّلَهُ = حائكُ الغيبِ وأثراهُ نِطاقا توأمَ الأخلاق لحمًا ودمًا = لمْ تُطِقْ أخلاقُك الغرُّ فراقا عاشقوك احتشدوا في موكبٍ = خُطَّ بالدمع ِالحميميِّ مَساقا ورأينا سورة (الحَمْدِ) أتتْ = وهي تحدو سُوَرَ اللهِ اتساقا رفعتْ نعشكَ حتَّى التصقتْ = راحة ُالآياتِ بالنعش ِالتصاقا جئتُ أرثيكَ ولكنْ آهةٌ = عَرَضَتْ لي حيثُ أذكتني احتراقا فاستحمَّتْ كلماتي في اللظى = وارتمى الوزنُ الرماديُّ مُعَاقا ربَّة الشِّعْر التي تسكنني = لمْ تلدْ زيفًا ولم تولدْ نفاقا لم يزلْ قلبي صديقًا للأسى = مُذ على العهْدِ الولائيِّ أفاقا كلما أقبلَ موت ضمَّهُ = قلبيَ الحاني كما ضمَّ الرفاقا أنتَ من عائلةِ الشَّمْس ِالتي = سكبتْ أنوارَها كأسًا دِهاقا قد توزعتم على كلِّ المَدَى = ورؤاكم في المنافي تتلاقى سرقَ الحرمانُ أفياءً لكمْ = فخذِ الآنَ عراقاً فِعراقا ولتعشْ يا كربلائيَّ الهوى = إنَّ عندَ السبطِ للخُلْدِ مَذاقا
Testing