تعب القصيدُ تفجّعًا و عويلاَ = و مدى مصابك لم يزل مجهولا
والنائحون دموعهم نضبت ولم = تنضب جراحك حرقة ً و مسيلا
للآن جسمك يا حسين على الثرى = ملقى ً و رأسك لم يزل محمولا
و نياقهم بالسبي ترقل هزّلا = بين المدائن بكرة ً وأصيلا
***
ألفٌ وأربعمائة ٍ مرّتْ وما = شبع الطغاة ُ ضغائنا و ذحولا
فالأرض كل الأرض تشهد أنهم = خذلوا السماء و بدلوا تبديلا
***
فسل ِالعراق هل استراحت بعدهُ = أم ظل حقد ( يزيدها ) موصولا ؟
فكما خرجتَ من المدينة خائفا = خرج العراقيون منه فلولا
وكما حُصرتَ بكربلائك حوصروا = ليواجهوا التعذيب والتنكيلا
و بسهم ( حرملة ٍ ) قوافلُ رضّعٍ = عُقبى رضيعِك قُتّلوا تقتيلا
***
وكما فررن نساك لمّا أحرقوا = خيماتهن إلى العراء فلولا
فنساؤها منها فررن حواسرا = من نار من لا يهتدون سبيلا
شعبٌ يُباد لأنه متمسكٌ = بمحمد ٍ لم يرض عنه بديلا
والمسلمون يُراوحون بذلهم = و يؤولون خنوعهم تأويلا !
***
حتى أكفهم التي نزعوا بها = خُمُرَ النسا لمّا وقعتَ جديلا
مُدت لتنزع عن نسانا سترها = ولكي تذود عن الفضيلة جيلا
والمسلمون يراوحون بذلهم = و يؤولون خنوعهم تأويلا
***
وبقيد أسرى الطف هذا المسجدُ = الأقصى يئن بأسره ِ مكبولا
خمسون عاما يستغيث ومخلبا = صهيون تشرب من دماه سيولا
و حُماتها بالشرق عاثوا كله = ليؤمّنوا في أرضنا اسرائيلا
والمسلون يراوحون بذلهم = ويؤولون خنوعهم تأويلا
***
هو طفك الدامي تمادى ويلهُ = فطغى بكل بليّة ٍ مرحولا
وسيوف من قتلوك تحتنك المدى = في كل شبر ٍ صارما مسلولا
أما سيوفك ياحسين فقد غفت = ما عدن يملأن الفضاء صليلا
والناهضون على خطاك ترجلوا = جرعوا بدل الصعود نزولا
***
لا تدفنوا رأس الحسين دعوه ُ = للثوار ما بقي الزمان دليلا
لا تدفنوهُ فإن فيض دمائه ما = زال عند عدوه مطلولا