إنسان لمحمد
أبو تقي الاحسائي
الشمسُ و الحبُ تهادت في يدي = فكتبتُ بالنورِ صباحَ المولدِ
في أضلعي البيضاءُ أشجارُ الهوى = في غصنها صوتُ الحياةِ المنشدِ
شمسٌ لهُ مذ أشرقت في أحرفي = تنسابُ فجراً للكرامةِ ، للغدِ
"إنسانُ شعري" ناثراً فيروزَهُ = فرحاً بميلادِ النبيِ محمدِ
يا فتنةَ الوردِ النديِّ أما ترى = حبي الأنيقُ إلى جمالكَ يغتدي
بشفاهكَ الوحيُ تفجرَ ثورةً = و يقودُها اللهُ بحكمةِ قائدِ
بعيونكَ الليلُ و أسحارُ الوفا = قنديلها دمعُ الخشوعِ الحاشدِ
بخدودكَ تاريخُ حمراءِ الجوى = و بها غديرٌ في عذوبةِ موردِ
مهلاً " نبيُ الوردِ " هاذي باقتي = خُذها ... فمنها كلَّ عطرِ المقصدِ
خذها ... فإني " الطفلُ " أرغمَ شوكها = بالكسرِ حتى قد بدت كالفرقدِ
خذها ... بأحلامِ الطبيعةِ فلترى = روحي لبردتِكَ الجميلةِ ترتدي
و أتيتُ من لحنِ النخيلِ و سعفها = " قيثارةٌ " في طورها المتفردِ
جهةُ العقيدةِ موطني في حرفها = شمسُ العلومِ في مدارِ " الأوحدِ "
" فِدْياسُ " ينحتُني لأحسائي التي = فيها افتِتان الماءِ و البدرُ النَّدِي
هذا " الخليلُ " موازناً بعروضهِ = بيتَ ضلوعي في القصيدِ الأثمدِ
حتى غدت أوزانها تدعو لكَ = لمحمدٍ لمحمدٍ لمحمدٍ لمحمدِ
يا " سيدَ الصبحِ " أيا نور الهدى = يا رحلةَ النذرِ الرشيدِ الخالدِ
ماتت زهورُ الحقِ في عصرِ الدمِا = من بعد ما كانت بحُسنٍ أغيدِ
أمنَ المحبةِ أن يقالَ لحفلكم ؟ = بّدعٌ . وهذا القولُ قولُ الشاردِ !
بِدعٌ . و أين الضيرَ في أن نجتمع = و نغني في ذكرى نبيٍ رائدِ
قلها لمن عادى السلامَ و غالهُ = قلها لِسَلاّخِ الجلودِ المعتدي
قلها لذئبِ الليلِ ، فتّاكَ الفلا = قلها لعينِ النمرِ من مترصِدِ
قلها لم ذبحَ الطفولةَ و انحنى = في قلبِ أمٍ بالجِراحِ الكُبَّدِ
قلها فهل تقوى الكلامَ لماردٍ ؟ = وهنا الشجاعةُ عندَ وجهِ الماردِ
قلها فهل تقوى الكلامَ لماردٍ ؟ = أم أنكَ القزمُ بجنْبِ السّيدِ ؟
هي روعةٌ لا بِدعَةٌ ... سأقولها = يا أرضُ يا أذنَ السماءِ فاشهدي
ردت سماءُ اللهِ صوتاً راعداً = صلوا على" صدرِ النبيِ " الصاعدِ
في دَفاتري الزرقاءُ ، شلالُ المدى = حَطّت على صخرِ الشعورِ الأصلدِ
فيثورُ صخري في صبابةِ عاشقٍ = و الصخرُ ضلعي ، صخرُ حبٍ أسعدِ
الحبُ في آلِ الرسول حقيقةٌ = بيضاءُ تمحي كلَّ لونٍ أسودِ
فسلامي للزهراتِ من بعضِ النبي = " زهراءُ " بابٌ ، أيُّ بابٍ مؤصَدِ
هذا " عليٌ " بابُها و أميرها = من صافي تبرٍ من تليدِ العسجَدِ
وسلامي بالحبِ إليكَ ( يا عليْ ) = كفي تلوحُ للقبابِ السُجَدِ
و سلامي للسبطينِ إن هم لاعَبا = حجر النبي لعبَ جِدٍ قاصدِ
في القبةِ الخضراءُ قلبيَ ساكنٌ ! = و لها عليَّ ، كلَ وعدٍ ماجدِ
قدحُ الشعورِ أنا فهيَا اسكُبوا = يا أهل بيت اللهِ حرفَ الموقِدِ
أعمالي في رهنِ القبولِ و رَدِها = إلا هيامي في الجمالِ الأحمدي