شعراء أهل البيت عليهم السلام - إلى الكعبة الغرّاء

عــــدد الأبـيـات
90
عدد المشاهدات
2974
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
25/01/2010
وقـــت الإضــافــة
1:49 صباحاً

إلى الكعبة الغرّاء حملت لباناتي و كل رجائي=إلى بابك الحاني على الفقراءِ إلى سائغ من رحمةٍ و مصرد=من النبع غمرٍ دافقٍ بعطاءِ يفيض لمحض الفيض من دون مِنةٍ=و لا خوف ذمٍ و انتظار جزاءِ ملامح ما غامت بوجه مؤملٍ=و لا أعرضت عن ملحفٍ بدعاءِ و لا رحبت في مقبلٍ دون مدبرٍ=و لا فرّقت في الأهل و الغرباءِ و لا استترتَ دون العفاةِ بحاجبٍ=غليظٍ ولا فدمٍ من الخفراءِ يعبِّس للمستضعفين بوجهه=و يبسم نحو السادة الكبراءِ تساوى لديه القصر و الكوخ و احتفى=بمرتفع الأنساب و الهجناءِ و أين يرجى اللطفُ و العدلُ و الندى=بغير رحابِ الله للنزلاءِ دلفت إلى الوادي و في النفس صورةٌ=تلوح و لكن لا تبين لرائي فآنست فوق الرَّمل خطو محمدٍ=و في الأفق أطيافاً و سحر رواءِ و سيماء وجهٍ ترسم الطهر و الشذى=على كل وجهٍ بالحمى و فناءِ غداة تخطّاها النبي مهللاً=ليتاف نفح الوحي عند حراءِ و عاد و عاد الوحيبين شفاههِ=مقاطع آياتٍ و جرس أداءِ و فيض من النعمى تنظره السما=و تمنح فقر الأرض كلّ غناءِ فهوّمت الصحراء تسمع همسهُ=و تنعم من سحرٍ بهِ و بهاءِ و تشتار من نورين وجه محمدٍ=و وحي تغشاه، فأيَ ثنائي و لما تخطيت الحجون و أصبحت=خطاي على شوقٍ و قرب لقاءِ طرحت و آمالي طواح جمةٌ=ثِقال فما أكّدت بباب كداءِ و أغرى سؤالي أن جودك صائحٌ=هلموا فعندي منهلٌ لظلماءِ و أنّك أوجدت الضياء لمظلمٍ=و لو لا ظلام لم تجئ بضياءِ و أنّك غوثٌ ما تشَوَق رفدهُ=أخو محنةٍ و ارتد دون جداءِ فإذ حط إبراهيم هاجر و ابنها=على وجلٍ في وحشةٍ و عراءِ وسعتهما من رحمةٍ و كرامةٍ=و نبعين من مهوى القلوب و ماءِ و ما كنت رباً للنبيين وحدهم=فإنك رب الناس و الضعفاءِ فيا رب عندي ألف هاجر و ابنها=و أهلٌ و شعبٌ غارقٌ بشقاءِ تمطّى به فرط البلاء فمر بأن=يُخلّص من سوءٍ و فرطِ بلاءِ عكفت على حزني ألوذ بجمرهِ=و أغرق فيهِ إنَّ فيهِ شِفائي و من خبر الأحزان يعرف أنّها=هي المن و السلوى على نظرائي فلو لا الشجى ما نغُم الأيك صادحٌ=ولا امتاز أهل الحزن في الشعراءِ و لا كانت الخنساء لحناً مُخَلداً=و لا فجّرت في صخرٍ نبع إخاءِ و بعض الظما قد ينشد الورد بالظما=و رُب دواءٍ ترتجيهِ بداءِ و ما كنت شادي الليل دون صباحهِ=و بالصبح رأد في شفيف سناءِ و لكن عشقت الليل نجماً و هدأةً=و عمقاً يواري الحزن عن رقباءِ و منطلقاً أرقى به كل شاهقٍ=و أجعل فيه النجم من سفرائي و ارسل أحزاني وضّاءً طليقةً=تحررن من قيدٍ و ضيق وعاءِ تعوّدنَ يشربن الإباء مدامعاً=و ما اعتدنَ غير النجم من قرناءِ على الكعبة الغرّاء مرت جحافلٌ=ملبيةٌ في خشعةٍ و بكاءِ تعادل في آمالها الخوف و الرجا=و زال عن العينين كلّ غشاءِ فبانت لها الدّنيا غروراً و باطلاً=و نتناً يغطي ريحه بغطاءِ و قد نكشف الأسرار للنفس ومضةً=تمر بها أو لحظةً لصفاءِ و لما دخلت البيت و الموج رائحٌ=يرنح خطوي بالطواف رجائي تحررت من تلك الحواجز كلها=و لم يبق منها واحدٌ بإزائي فما من زمان أو مكانٍ أو الأنا=و لا كلّ تعريفٍ لدى الحكماءِ و ألفيت وجهاً همت فيه ولجةً=سبحت بها من روعةٍ و سناءِ و أملت أن يفنى المكان و ينتهي=الزمان و ما بالبين من وسطاءِ و يرجع قطر من بحارٍ لأصلهِ=و للوطن المنشود يرجع نائي سلام رحاب الوحي من بطن مكةٍ=و مهبطهُ في غدوةٍ و مساءِ على البيت فيما ضمه من مشاعرٍ=يحِن إليها الشوق في برحاءِ على الطائفين العاكفين و أصحرت=مشاعرهم لله دون خفاءِ على هزة من خشية الله عندهم=على الصلوات الغر و الحنفاءِ على ضعف أبناء الثمانين ارملوا=بسعيهم من مروة لصفاءِ رأوا أنَّ وجه الله أبقى ذخيرةً=من المال و الأولاد و الرفقاءِ فثابوا يحطون الجباه بخشيةٍ=على الحِجر أو بالخيف أو بقباءِ و بالبيت لمح منك ربي و لوحظوا=بأكثر ذابوا في جوى العرفاءِ و يا رب روحي اثقلتها ذنوبها=و ارهقها حزن و طول عناءِ و أوحشها فقد الأحبة فانتهت=إلى منزل قفر الفناء خواءِ و أنت عطاءٌ لا حدود لفيضهِ=و قُربٌ من الداعين ليس بناءِ و قد لاذ فقري في غِناكَ و غُربتي=بأنّك يا ذا المجد و النعماءِ و ارسلت توحيدي لذاتك مُخلصاً=و ورد خفي الصوت غير موائي و مِثلك لا يعنيهِ مثلي فلم تكن=تضيق رِحابٌ مِنكَ بالبؤساءِ و ما جعلت ما بيننا اي نسبة=و ما ذرة في الكون غير هباءِ لمن كل هذا العفو ان لم تفز بهِ=مماليك امثالي من العتقاءِ على تلعات بالمحصب من مِنى=و في عرفات الله كان ثوائي شممت الثرى طيباً و عانقت عفرة=و اضجعت خدي فوق خير وطاءِ و عاينت وجه الله في كل تلعةٍ=و في كل افق حولها و فضاءِ و ادركت للإسلام بالحج حرصهُ=على وحدة للمسلمين سواءِ يذوب بها الاعلى بادنى و يلتقي=بمنظورها الاتباع بالرؤساءِ فابقيت و كفا من دموعي على منى=ليحسب يوم الحشر من شفعائي و لو كان قلبي يعدل الهدي سقته=إلى الله هدياً دون كل فداءِ فيا رب ضّيِف في فناك حوائجي=بمأدبةٌ ملأى بكل غذاءِ تضلع مِنها كل برٍ و فاجرٍ=و اضفت على الجهال و الفضلاءِ و ما حرمت حتى الكفور بربهِ=و تلك سجايا السادة الكرماءِ و يا رب نقصي عن كمالِكَ عاجزٌ=ثناهُ و ان يسمى من الفصحاءِ و منك إليك الفضل و الحمد كله=فإني و ان اثنيت مِنكَ ثنائي أيا رب حالت دون حجي حوائلٌ=فارسلت دمعي داعياً و نِدائي و للضّر أصواتٌ إذا امت السما=يفك لها للتو باب سماءِ فأنت حضور عند كل توجهٍ=و أنت بقاءٌ بعد كل فناءِ و ما كان حجٌ قد امرت بفعلهِ=سوى مظهر الإذعان من صُلَحاءِ و إلا فأنت الله لا أين أو متى=و لا نعتٌ قِدامُ لهُ و وراءِ و عندك ما يُطفي اوار حشاشتي=و يمسح احزاني و فرط اسائي أيا واحداً في كل نعتٍ و قدرةٍ=تنزّه معناه عن الشركاءِ و تسبيحةٌ في كل شيءٍ، و حكمةٌ= على الكون يبدو سرها بجلاءِ و يا املاً في كل قلبٍ مُعّذب=و يا بسمة في اعين التعساءِ الست خلقت الحب و الخير كله=و شائجٌ للأدنَين و البُعَداءِ و لي وطنٌ فيه اذوب و صبيةٍ=بنيتهم من ادمعي و دمائي و كلهم قد مسه الضر و الأذى=و بات على قيدٍ مع السجناءِ بكفِكَ يا رب المفاتيح كلها=و ناصية الأشرار و الشُرَفاءِ و أنت ولي فاكشف الضر و الاسى=فما ضر لو أكرمتني لولائي و ما ضر لو ارسلت منك إرادةً=لتنهي احتكام القيد بالاسراءِ
Testing