مازال صوتك وهو يهزأ بالعدى= سأظل رغم الظالمين مخلدا
مازالت الطعنات تكتب قصة= أن الدماء تضيئ ليلا أسودا
وتعود غرة كل عام معلنا= أن الحياة بلا كرامتنا سدى
فأطالع التقويم سرب هزائم= وطراد أيام تزيد توجدا
ما مر فجر في مضارب أمتي= إلا على نكد يجر لأنكد
وأصيح لو عام يودع أرضنا= إيه أبا الشهداء عدت مجددا
فتعود عاشوراء بين جوانحي= وتصيغ شرياني فضاء أسودا
عد ياحسين فكل حزن تائه= وبكل شبر مأتم قد جددا
فكأن عاشوراء ضاق مصابها= فمضت تريق الحزن حزنا أبعد
نحتاج جرحك كي نقيس وجودنا= ولصرخة تحيي ضميرا جمدا
أتحظر الذكرى فيرجف خاطري= لا تسألوا قلبي بأن يتجلد
لما سقطت من الجواد تعمدا= لتبث في تلك الرمال تمردا
ما زال صوتك تستغيث بنألا= من ذا يذب فلم يحبك سوى الصدى؟!
يا ليتني بين الحشود مناديا:= روحي وروح العالمين لك الفدا
إيه أبا الأحرار إن خيولهم= لما رأتك على الصعيد ممدا
جاشت وشد البغي حبل لجامها= وهوت لتخمدا ثورة لن تخمدا
لكن روحك وهي أقدس ثورة= عصفت بتيجان الطغاة على المدى
جسد الحسين تهتك حرماته= والشمر يصعده ويغضب أحمد
ومضى يمزق والرمال تراجعت= من كان يقدر أن يعيش المشهدا؟!
يا صاحب الأحزان إن روايتي= لم تنته لكن راويها بدا
جسد الحسين خريطة الوطن الذي= ضاعت هويته وزاد تشردا
جسد الحسين عراقه فمن الذي= نظر العراق ممزقا ومجردا!!؟
والمسجد الأقصى غريب يشتكي= ويئن من قوم تساقيه الردى
ويصيح من ذا سوف ينصر غربتي= والعالم العربي صار مهودا
ما سددوا صدر الحسين بكربلا= بل صدره في كل يوم سددا
اخواننا في الدين إن حسيننا= ملك السماء وليس ملكا مفردا
ابكوا على سبط النبي فإنما= نبكي لنسعدا بالبكاء محمدا
وطن من الدمعات شاد بناءه= من ذا رأى وطنا بدمع شيدا
إن كان يجمعنا الحسين وجرحه= نصر الحسين اليوم أن نتوحدا