حسين وهو عندي طيلسانُ
جراحك يستفيقُ بها الزمانُ = وذكرى أربعينك عنفوانُ
أيا وتراً فريدا قد تحدى = طغاة الارض من نكثوا وخانوا
ويا من اطلق الهيهات نهجا = تدمدم والسماءُ لها أذانُ
ولم تزل الطفوف لها دويٌّ = تصيح فيستحي منها البيان
رأيتك فجر طالعة الليالي = ومنك تنفسَ الصبحَ الزمانُ
شموسك في سمانا ساطعاتٌ = مشارقها ومغربها الجنّان
تشعُّ وكربلاءُ لها مدارٌ = بوادي المجد ينظرها العيِان
فما احلى رحيقك في لساني = حسين وهو عندي طيلسان
عليك تسلم الاملاك دوما = وقبرك فيه يستسقى الأمان
وجبريلٌ أمينُ الوحي فيه = وميكالٌ لديك الحاجبان
أناْ قيسٌ وطفك صار ليلى = اغازله فينعقد اللسان
أحير بوصفك السامي مَليكي = فكم بالعشق اهلُ العشق عانوا
أتتك طلائع الزوار تترى = تسير وكربلاء لها احتضان
مشى هذا العراق اليك يسعى = ولم يأبى بما تأتي الرّعان (1)
فكلُ تخوم هذي الارض جاءت = اليك بسعيها والرافدان
تفجرنا نواسفهم ونبقى = ليوثا ليس يُفزعها الجبان
بنو شر الطغاة لهم وجيبٌ = على اتباع نهجك واظطغان
فقل موتوا بغيض ٍ يا بقايا = بني حرب ٍ فإنا لا نُهان
حسين ٌ عندنا روحا ونهجا = وباب الله وهو الترجمان
أبا الأحرار إن الطف باق ٍ = نزيفك والجراح الإقحوان
حليف الليل تملؤه خشوعا = بحبك سيدي كُسب الرهان
صنعت بيومك الدامي حياة ً = ودربا للعقيدة يستبان
وذدت عن الشريعة يا بن طه = فلولاك الشريعةُ لا تصان
اليك العهد شيعتكم سنبقى = فليس بغيركم يُلقى الضمان
جراحك يستفيقُ بها الزمانُ =وذكرى أربعينك عنفوانُ
شعر عمار جبار خضير
17 صفر 1430 2009
(1) الرّعان جمع الارعن