ألا أي يوم جدّ فيه ابن أحمد
السيد ابراهيم الطباطبائي
ألا أي يوم جدَّ فيه ابن أحمد
ألا أي يوم جدَّ فيه ابن أحمد=ترى ما به أيدي الجياد الضوامر
ليوم أراش الكفر منه مهاضةً=فكان على الإسلام أشأم طائرِ
وخُيِّر ما بين اثنتين وقد زكت=نقيبة طلاع إلى العز ثائرِ
فجنبها عن خطة الضيم وانتضى=عزيمته واختار قرع البواترِ
وأنى لها أن يركب الذل ضارعاً=أبي أبى إلّا فروع المنابرِ
فأهوى إليها يشمل بغلمة=تخوض ببحرٍ من دم الشوس زاخرِ
فمن كل قاني البرد أبيض ماجداً=يتوَّج في الهيجاء زرق المغافرِ
إذا ما سطا أعطى المهند حقه=واضمر للعسال عطّ الضمائرِ
فللَه في فتيان صدقٍ توازروا=لنصر ابن طه قبل شدِّ الميازر
إذا انتدبوا تحت العجاج تطالعت=فوارسهم تهفو بشعث الغدائرِ
رجال إذا اشتدَّ الضراب رأيتها=تشدُّ كأمثال النسور الكواسرِ
وإن هي أمَّت معرك الحرب ثلّمت=حدود المواضي في نحور القساورِ
يغوص بها الضربُ الدراك فتلتوي=تلوَّي مكمور الحشا والخواصر
إلى أن تهاوت بالقنا الملد بعدما=أطنَّت أنابيب القنا المتشاجرِ
فتلك بجنب الطف أضحت جسومهم=عواري لو لم ترتدِ بالمفاخرِ
تروح عليها الصافنات وتغتدي=برض القوى منها بوطء الحوافرِ
وتشرق في أوج العواسل منهم=وجوه كأمثال النجوم الزواهرِ
ولهفي لربات الخدور وقد بدت=سوافر تدعو بالليوث الخوادرِ
بني غالب يا خير من عرَّقت بهم=مناجيب فهرٍ كابراً بعد كابرِ
رقدتم وهبَّت في الطفوف أمية=تجرُّ علينا جائحات الجرائر
قضت وترها منكم على القلب وانبرت=تقنعنا عن قلب حرّان واتر
تشج بقضب الهند منكم حناجراً=وقد كنتم منها شجىً في الحناجر
تجشم فينا بطن كل مفازة=وتقطع فينا ظهر أقتم غابرِ
ترامى بنا أيدي المطي سواغباً=تشقُّ بنا في السير قلب الهواجرِ
تحنُّ وقد أورى المصاب فؤادها=حنين هوامي العيس عبرى النواظرِ