أحبيب أنت إلى الحسين حبيب
السيد ابراهيم الطباطبائي
أحبيب أنت إلى الحسين حبيب
أحبيب أنت إلى الحسين حبيب=إن لم ينط نسب فأنت نسيب
يا مرحباً بابن المظاهر بالولا=لو كان ينهض بالولا الترحيب
شأن يشق على الضراح مرامه=بعداً وقبرك والضريح قريب
قد أخلصت طرفي علاك نجيبة=من قومها وأب أغر نجيب
بأبي المفدّي نفسه عن رغبة=لم يدعه الترهيب والترغيب
ما زاغ قلباً من صفوف أمية=يوم استطارت للرجال قلوب
يا حاملاً ذاك اللواء مرفرفا=كيف التوى ذاك اللوى المضروب
للَه من علم هوى وبكفه=علم الحسين الخافق المنصوب
أبني المواطر بالأسنة رعَّفا=في حيث لا برق السيوف خلوب
غالبتم نفرا بضفة نينوي=فغلبتم والغالب المغلوب
شكت الطفوف طفيفها فأكالها=بكم أبي الضيم وهو غريب
ما منكم إلّا ابن أمّ للردى=ليث أكول للعدى وشروب
كنتم قواعد للهدى ما هدَّها=ليل الضلال الحالك الغربيب
شاب وأشيب يستهل بوجهه=قمر السما والكوكب المشبوب
لولا فخامة شيبهم وشبابهم=شرفا لرق بهم لي التشبيب
فزهيرها طلق الجبين وبعده=وهب ولكن للحياة وهوب
وهلالها في الروع وابن شبيبها=وبريرها المتنمر المذروب
والليث مسلمها ابن عوسجة الذي=سلم الحتوف وللحروب حريب
آساد ملحمة وسمّ أساود=وشواظ برق صوارم ولهيب
الراكبين الهول لم ينكب بهم=وهن ولا سأم ولا تنكيب
والمالكين على المكاشح نفسه=والعاتقين النفس حين تؤوب
والمصدرين من المغيرة خيلها=والخيل شوط مغارها التخبيب
متابعدات في الغوار نوازع=ألوى بها الأساد والتقريب
قوم إذا سمعوا الدروع كأنهم=تحت الجواشن يذبل وعسيب
أو أنهم في السابقات أرقم ال=وادي يباكرها الندى فتسيب
ساموا العدى ضرباً وطعناً فيهما=غنيّ الحسام وهلهل الأنبوب
من كل وضاح الجبين مغامر=ضرباً وللبيض الرقاق ضريب
متخبب ذملا يحفز مهره=خببا وآخر خلفه مخبوب
ومحبب لهوى النفوس محكم=فيها كما يتحكم المحبوب
إن ضاق وافي الدرع منه بمنكب=ضخم فصدر العزم منه رحيب
ما لان مغمز عوده ولربما=يتقصف الخطي وهو صليب
ومعمم بالسيف معتصب به=واليوم يوم بالطفوف عصيب
ما زال منصلتاً يذب بسيفه=نمراً وأين من الأزلّ الذيب
تلقاه في أولي الجياد مغامرا=وسواه في أخرى الجياد هيوب
يلقى الكتيبة وهو طلق المجتلي=جذلان يبسم والحمام قطوب
طرب المسامع في الوغى لكنه=بصليل قرع المشرفي طروب
واهاً بني الكرام الأولى كم فيكم=ندب هوى وبصفحتيه ندوب
أبكيكم ولكم بقلبي قرحة=أبدا وجرح في الفؤاد رغيب
ومدامع فوق الخدود تذبذبت=أراطها وحشاً تكاد تذوب
حنَّ الفؤاد إليك فتعلمت=منه الحنين الرازحات النيب
تهفو القلوب صوادياً لقبوركم=فكأن هاتيك القبور قليب
قربت ضرائحكم على زوارها=ومزورها للزائرين مجيب
وزكت نفوسكم فطاب أريجها=في حيث نشر المسك فيه يطيب
جرَّ عليكم عبرتي هدّابها=فجرى عليكم دمعيَ المسكوب
بكرت إليكم نفحة غروية=وسرت عليكم شمأل وجنوب