قمر الرحمة والود
الزينبيات
قَمَرٌ يَتَبَسَّمُ في المهْدِ = بِرِيَاضِ الرَّحمَةِ والوِدِّ
رَيْحَانَةُ أَحْمَدَ مَوْلِدُها = بِدِمَشْقَ تَفَتَّحَ كَالوَرْدِ
في الخَامِسِ مِنْ شَهْرِ جُمَادَى = هَتَفَ البَشَرُ (طُلُوعُ السَّعدِ)
لِرَسُولِ اللهِ أَتَى الخَبَرُ = فَبَدَا بِالشكرِ وبِالحَمْدِ
وَ زَها بَيتُ الطُّهْرِ بنوْرٍ = إِشرَاقَةِ زَيْنَبَ بِالمَهْدِ
عاشَتْ فيْ كَنَفِ المُخْتَارِ = زَيْنبُ بِالحُبِّ وبِالوِدِّ
بِرِحَابِ الهادِي وعَليٍّ = وَ بِحُضْنِ الزَّهرَاءِ بِرَغْدِ
مَا أَنْ فقدَتْ ظِلَّ الهادِي = يُؤْلمُهَا الحُزْنُ ولا تُبْدِي
وَ رَحِيْلُ الزَّهْرَاءِ تَلاهُ = سَارَ الحُزْنُ بِقَلْبِ الوُلْدِ
حَسَنٌ وحُسَينٌ والطُّهْرُ = زَيْنَبُ لِلصَّبْرِ ولِلْوَجْدِ
فَالصَّبْرُ رَفِيْقُكِ مَوْلاتِي = قَدْ خَصَّكِ رَبُّكِ بِالقَصْدِ
وَاجَهْتِ مَصَائِبَ دُنْيَاكِ = بِشمُوْخ ِصُمُوْدٍ وتَصَدِّي
راضيةً بقضاء البَارِي = هُوَ حَسْبُكِ يَا خَيرَ الوَعْدِ
زَينَها الرَّحمنُ بِعِلْمٍ = مُذْ كَانتْ في عُمْرِ الوَرْدِ
فَرَوَتْ عَنْ فَاطِمَةَ الزَّهْرَا = خُطْبَتَهَا سالِفَةَ العَهْدِ
وَ اعْتَمَدَتْ أَسْنَادُ العُلَمَا = ءِ الخُطبَةَ مُوْثَقَةَ السَّنَدِ
بَلْ كَانتْ في عهد أبيها = مَدرَسةَ القُرآنِ بجِدِّ
حِفظَاً ، تَفسِيرَاً ، تَعلِيمَاً = إِيمانَاً فِي كلِّ الجُهْدِ
عالِمَةٌ غيرُ مُعَلَّمَةٍ = بِشَهَادَةِ أَجْدَادِ المَهْدِي (1)
عابِدَةٌ بِنتُ الكَرَّارِ = تُوصَفُ بِالتَّقوَى والزُّهْدِ
كانَتْ كالأمِّ الزَّهْرَاءِ = فَاطِمَةٍ يا سعدَ السَّعدِ
فَتُنَاجي المَولَى في سَحَرٍ = ذُخرِي وعِمَادي يَا سَنَدِي
حِرزي يا رَبِّي ومَن يَرعَى = دَعوَى المُضْطَرِّ بِلا حَدِّ
وَ إِلَيْكَ سَوَادُ اللَّيْلِ سَجَد = وَ شُعَاعُ الشَّمْسِ بِلا نِدِّ
وَ اقْتَبَسَتْ مِنْ فَيْضِ عَلِيٍّ = عِلْمَ الأديانِ وما يَهْدِي
تَأمُر بالعرْفِ كَمَا تَنْهَى = عن كُلِّ المُنْكرِ بِالبُعْدِ
تخْتَصُّ بنَافِلَةِ اللَّيْلِ = و تقومُ لتوْثيقِ العَهْدِ
حَتَّى بظَلامِ العَاشورَا = صَلَّتْ جَالِسَةً كَالأُسْدِ
لا تَنْسَيْ بِصلاةِ اللَّيْلِ = لا لا بِدُعَائِكِ يَا وَعْدِي (2)
هذا مَا قَالَ أَبُو الأحرا = رِ لِزَينَبَ سَيِّدَةِ الرُّشْدِ
بَلْ أُوصِيْ يَا بِنْتَ عَلِيٍّ = صَوْنَ أَمَانتِنَا مِنْ بعْدِي
هِيَ مَوْقِفُ عِلْمٍ وجِهَادٍ = هِيَ صَوْتُ الحَقِّ المُتَحَدِّيْ
ظلمَ ابنِ زِيَادٍ ويزِيدٍ = حُكمَ السَّفَّاح ِالمُرتَدِّ
بَلْ حُكْمَ الرِّدَّةِ عنْ دِيْنٍ = حارَبَ شِركَهُمُ بِتَحَدّي
بِبَلاغَةِ حَيدَرَ خَاطَبْتِ = حُكَّامَ العَصْرِ المُترَدِّيْ
حُكاماً حقْدُهُمُ يَحكي = ثارَاتِ الأسلافِ بِأحْدِ
وَ ببدرٍ كانَ لهُمْ ثأرٌ = وَ لِمَنْ دَخَلَ الدِّيْنَ بِقَصْدِ
فَالدِّيْنُ برَاءٌ مِنْ حقْدٍ = مختَارُ الحقِّ لَهُمْ يُردِي
في يَوْمِ الدِّيْنِ يحَاجِجُكُمْ = وعدَاً مِنْ زَينبَ بِالوَعدِ
وَ رَسُوْلُ اللهِ يُخَاصِمُكُمْ = بِدَمِ المَظْلومِ وبِالقَيدِ
بكَرِيمَةِ آلِ المُخْتَارِ = أَكْرِمْ فِي رَيحان الخُلْدِ
بجِوارِكِ يَا بِنتَ عَلِيٍّ = أَلقَيْتُ الرَّحلَ ومَا عِندِي
وَ بِكُمْ صارَ العَيشُ هَنِيئَاً = وَ نَعِمْتُ بِأمْنٍ وبِسَعدِ
هذِي نَفَحاتٌ جَادَ بِهَا = قلبِي بوَفاءٍ وبِوِدِّ
وَ إِليكمْ يا آلَ محمد = فَيضَاً مِنْ أَشْعَارِي أُهدِي
وَ جَعَلْتُ ضَريحَكِ مَولاتِي = حِصْني في الشِّدَّة بَلْ سَدِّي
فَسَلامٌ بِخِتَامِ نَشيدِي = مقرُوناً بأرِيج ِالوَرْدِ
لكِ يَا بِنْتَ أَميرِ الكَونِ = وَ إِمَامِ التَّقْوَى يَا قَصدِي