(*) المؤمن الحق : سيدنا أبو طالب نصير الإسلام وحامي دعوته المباركة وهو الذي آوى وحمى النبي(ص) من المشركين...
وبه قال الله عز وجل :
[والَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَوا ونَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقَّاً لَهُم مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم] (سورة الأنفال: الآية 74 )
ومن آوى النبي ونصره أكثر من عمه أبي طالب؟! والنبي(ص) يؤكد على ذلك بقوله:
(ما زالت قريش كافّة عَنِّي حتى ماتَ أبو طالب ) (تاريخ دمشق :ج66 - ص339)
وفي اليوم الذي مات فيه أبو طالب تجرَّأت قريش على النبي(ص) في الحادثة التي ينقلها ابن عساكر في تاريخه قائلاً:
لمَّا مات أبو طالب ضُربَ النبي، فقال:
(ما أسْرعَ مَا وجدْتُ فَقدَكَ يا عَمّ) (تاريخ دمشق : ج66 - ص339)
و هو أبر إنسان بالنبي(ص)؛ فقد شهد له بقوله عندما تُوفيت السيدة فاطمة بنت أسد زوجة أبي طالب:
(إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها...) (مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني : ص28)
و هذا الحديث يدل على أنَّ النبي(ص) لم يجد أبرَّ من أبي طالب حيَّاً أو مَيِّتَاً.
و أبو طالب : هو والد وصي رسول الله(ص) الإمام علي بن أبي طالب(ع)، وله جعفر الطيار شهيد مؤتة وقائد المهاجرين إلى الحبشة وصاحب الموقف الشهير أمام ملكها النجاشي وكان هو وأخوه علي وزوجة النبي خديجة المصلين الثلاثة الأوائل خلف النبي(ص) الذي قال بحقه:
(إن إلهي عز وجل اختارني في ثلاثة من أهل بيتي على جميع أمتي: أنا سيد الثلاثة وسيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ؛ اختارني وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب) (كنز العمال :ج13 – ص643)
وله عقيل بن أبي طالب خير نسابة العرب وحبيب النبي(ص) الذي يقول له:
(إنِّي لأحِبّكَ حُبَّين ؛ حبَّاً لك وحباً لحب أبي طالب لك) (تاريخ دمشق : ج41 - ص18)
(1) إشارة إلى قصة مولد الإمام علي(ع) واستجابة دعاء والدته السيدة فاطمة بنت أسد . والقصة رواها الشيخ الطوسي (رحمه الله) كالتالي:
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) عن آبائه(ع) قال:
(كان العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزّى بإزاء بيت الله الحرام إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين(ع) وكانت حاملة بأمير المؤمنين لتسعة أشهر وكان يوم التمام. قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء وقالت:
أي رب: إني مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسول وبكل نبي من أنبيائك وبكل كتاب أنزلت وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل وأنه بنى البيت العتيق؛ فأسألك بحق هذا البيت ومن بناه وبهذا المولود الذي في أحشائي، الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك لما يسرت عليَّ ولادتي.
قال العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب:
لما تكلمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء رأينا البيت قد انفتح من ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت من أبصارنا ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله تعالى، فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله تعالى، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام. قال: وأهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك وتتحدث المخدرات في خدورهن.
قال: فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه فخرجت فاطمة وعلِيٌّ على يديها...) . (أمالي الطوسي ص715)