يأبى غديرك أن يكون غديرا=لو لم تكن للمؤمنين أميرا
وأبى غديرك أن يُشادَ بذكرهِ=لو لم يجدك مبجّلاً مذكورا
مولاي ما كان الغدير بشهرةٍ=إن لم تكن من قبلهِ المشهورا
مولاي قد ظفر الغديرُ بسمعةٍ=لن تنتهي عبر الزمان مرورا
مولاي ألبستَ الغديرَ كرامةً=أبقته في كلِّ القلوب كبيرا
أبشر فيومُكَ يا غديرُ مبجّلٌ=عيدٌ يزيد المؤمنين سرورا
عيدٌ به طلّت إمارةُ حيدرٍ=شمساً تدمّرُ غلّهم تدميرا
دينُ الإلهِ كمالُهُ بولائهِ=أمرٌ وكان محمدٌ مأمورا
الله أكبرُ والولاءُ لأحمدٍ=ولحيدرٍ مَنْ نالهُ تقديرا
نال الولاءَ لأنه ما مثلُهُ=نصر الإلهَ فأصبح المنصورا
والله حين يخصُّهُ بإمامةٍ=ما كان إلا بالعبادِ بصيرا
هل للإمامةِ كان غيرَ المرتضى=أرأوا بها أحداً سواهُ جديرا
هل في العبادِ كحيدرٍ بصفاتهِ=يخشى الإلهَ وكم يخافُ نشورا
وعليُّ هل قدِروا على أفعالهِ=هل كان فيهم كالإمامِ صبورا
هل كان فيهم مثلهُ بفؤادهِ=أم هل بهم من يلتقيهِ شعورا
ما آمنوا شيئاً كما إيمانِهِ=أو كان منهم كالإمام حضورا
لا كالإمام بدينهِ وبزهدهِ=رامَ الإلهَ وما أرادَ حريرا
روحُ الهدى رمزُ الوفاءِ لربِّهِ=شمسٌ تشعُّ فلا تُقاسُ ظهورا
ما كان يأبهُ بالحياةِ وما بها=وسواهُ تأخذُهُ الحياةُ غرورا
عشقَ التواضعَ فانتهى في رفعةٍ=والذلُّ حاصر من أراد قصورا
هو حيدرٌ نورُ الإله على المدى=يبقى برغم الحاقدين منيرا
هو حيدرٌ رمزُ البطولةِ في الورى=أسدُ الإلهِ وإن سعوا تغييرا
مهما سعوا حقداً عليهِ فإنما=يبقى العليَّ ومن جفاهُ حقيرا
لن يطفئوا نور الإله وإن سعوا=سعي المماتِ وأبدعوا تزويرا
لا ينكرُ القرآنَ إلا كافرٌ=فاللهُ طهَّركم به تطهيرا
تبقى علياً يا عليُّ على العُلى=وهواكَ مهما حاربوكَ وفيرا
هذي الحياةُ برغم كلِّ أنوفهم=مازلت تملؤها شذىً وعبيرا
دعهم بغيٍّ تائهين عن الهدى=ما بارحوا التفجيرَ والتكفيرَ
حمقاً سعوا أن لا تكون مقدّماً=بحثوا فما وجدوا إليك نظيرا
هم لا يرونكَ من سوادِ قلوبِهم=ولقد أريتَ وما كذبتُ ضريرا
عذراً إمامي من قصور قصيدتي=طوداً أراكَ وما عداكَ صغيرا
واللهِ إني لا أجيدُ بمدحكم=والعذرُ لي إن لم أُجدْ تعبيرا
ما كان غيرَ اللهِ يعلم سرَّكمْ=وسواهُ فيكم لا يكون خبيرا
وأنا كمن بالقشِّ يطلبُ إبرةً=مهما اجتهدتُ سأحصدُ التقصيرا
أرجوك يا مولاي يا بحر الندى=دعني إمامي في هواكَ أسيرا
وبحقِّ عيدٍ فيهِ خيرُ ولايةٍ=ألحقني ركبكَ لو أكونُ أخيرا