طيرٌ بألحان الأسى لفراقكم يشدو=والكونُ أصبح بائساً إذ ما بهِ سعْدُ
فأيا أبي وأبا المكارمِ كلِّها=فقدي لشخصكَ مرعبٌ ما مثلُهُ فقدُ
يا من تخيَّرهُ الإلهُ على الملا=واختصَّهُ بعنايةٍ خلاقُنا الفردُ
ليكونَ آخرَ مرسَلٍ ينجو مصدقُهُ=والدينُ دينُ محمَّدٍ والخاسرُ الضدُّ
والنطقُ ليس عن الهوى والحقُ منطقهُ=وحديثه سبلُ الهدى وندائهُ الرشدُ
أوصيتهم يا مصطفى لهدىً لآلكَ طاعة ً=فانظر بعينكَ سيدي كيف انتهى العهدُ
والأجرُ حُدِّدَ رحمة ً ومودة ً=لكنما لا رحمة ٌ ظهرتْ ولا وِدُّ
هجموا عليَّ أيا أبي داراً تعظمُها=فتحدثي يا دارَ فاطمةٍ عمَّا جنى الحقدُ
ما أنصفوا بهجومهم كلا وما فلحوا=وغداً بيومِ قيامةٍ سيُحَقَقُ الوعدُ
أبتاهُ إني فاطمٌ وغْدٌ يجادلني=فيسبني ويهينني وعليَّ يحتدُّ
ويُسفِّهُ الدينَ القويمَ بشخصكمْ=ويقولُ ضدكَ يا أبي فيُصَدَّقُ الوغدُ
لأصيحَ أينكَ حيدرٌ قُمْ لي أيا أسداً=تخشاهُ في حملاتهِ وتهابُهُ الأ ُسْدُ
قمْ يا عليُ فإنما أنتَ الأميرُ هُنا=يا من ببحرِ علومِهِ ما جاءهُ نِدُّ
وإذا بحيدرَ صامتاً تجري مدامعُهُ=فعلِمْتُهُ أمرُ الإلهِ وما لنا من أمرهِ بُدُّ
أبتاهُ كنتَ عَلِمْتَهمْ تطغى جهالتُهمْ=ويعودُ نحو ضياعِهِ ويعيثُ مرتدُّ
وأنا كريمتُكَ التي تأبى إهانتَها=أُأْذى ويسقطُ لي الجنينُ ويلطمُ الخدُّ
أبتاهُ ما عادتْ حياتي كالتي في ظِلِّكُمْ=والدهرُ جارَ فلمْ يدُمْ عِزٌ ولا مَجدُ
والوضعُ ما إنِّي التي تقوى تحَمُلَهُ=فالرزءُ طالَ مُقامُهُ والسوءُ يشتدُّ
أبتاهُ قد بلغَ الأسى حداً أحيرُ به=وأنا التي بحياتكمْ ما زارني الوجْدُ
أبتاهُ خذني للترابِ فلستُ أرغبُ عيشة ً=لستَ الزعيمَ لأهلها وليحفر اللحدُ