شعراء أهل البيت عليهم السلام - ‍‍‌‏‎تقول بنو العباس هل فتحت مصر

عــــدد الأبـيـات
101
عدد المشاهدات
3169
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
28/10/2009
وقـــت الإضــافــة
9:58 مساءً

‍‍‌‏‎تقول بنو العباس هل فُتحت مصر= فقل لبني العباس قد قُضي الأمر ‍‍‌‏‎وقد جاوز الاسكندرية جوهر= تطالعه البشرى ويقدمه النصر ‍‍‌‏‎وقد أوفدت مصر اليه وفودها= وزيد الى المعقود من جسرها جسر ‍‍‌‏‎فما جاء هذا اليوم إلا وقد غدت= وأيديكم منها ومن غيرها صفر ‍‍‌‏‎فلا تكثروا ذكر الزمان الذي خلا= فذلك عصر قد تقضى وذا عصر ‍‍‌‏‎أفي الجيش كنتم تمترون رويدكم= فهذا القنا العرّاص والجحفل المجر ‍‍‌‏‎وقد أشرفت خيل الإله طوالعا= على الدين والدنيا كما طلع الفجر ‍‍‌‏‎وذا ابن بني الله يطلب وتره= وكان حريّ لا يضيع له وتر ‍‍‌‏‎ذروا الورد في ماء الفرات لخيله= فلا الضحل منه تمنعون ولا الغمر ‍‍‌‏‎أفي الشمس شك انها الشمس بعدما= تجلّت عيانا ليس من دونها ستر ‍‍‌‏‎وما هي إلا آية بعد آية= ونذر لكم إن كان يغنيكم النذر فكونوا حصيدا خامدين أو ارعووا= الى ملك في كفه الموت والنشر ‍‍‌‏‎‍‍‌‏‎اطيعوا اماما للأيمّة فاضلا= كما كانت الأعمال يفضلها البر ‍‍‌‏‎ردوا ساقيا لا تنزفون حياضه= جموما(1) كما لا ينزف الأبحر الدر ‍‍‌‏‎فان تتبعوه فهو مولاكم الذي= له برسول الله دونكم الفخر ‍‍‌‏‎وإلا فبعدوا للبعيد فبينه= وبينكم ما لا يقرّ به الدهر ‍‍‌‏‎افي ابن ابي السبطين أم في طليقكم= تنزّلت الآيات والسور الغر ‍‍‌‏‎بني نثلة ما أورث الله نثلة= وما ولدت هل يستوي العبد والحر ‍‍‌‏‎وأنى بهذا وهي أعدت برقّها= أباكم فاياكم ودعوى هي الكفر ‍‍‌‏‎ذروا الناس ردوهم الى من يسوسهم= فما لكم في الامر عرف ولا نكر اسرتم قروما بالعراق اعزّة= فقد فُكّ من اعناقهم ذلك الأسر ‍‍‌‏‎وقد بزكم ايامكم عُصب الهدى= وانصار دين الله والبيض والسمر ‍‍‌‏‎ومقتبل ايامه متهلّل= اليه الشباب الغض والزمن النضر ‍‍‌‏‎أدار كما شاء الورى وتحيزت= على السبعة الأفلاك أنمله العشر ‍‍‌‏‎تعالوا الى حكام كل قبيلة= ففي الأرض اقبال واندية زهر ‍‍‌‏‎ولا تعدلوا بالصيد من آل هاشم= ولا تتركوا فهرا وما جمعت فهر ‍‍‌‏‎فجيئوا بمن ضمّت لؤي بن غالب= وجيئوا بمن ادت كنانة والنضر ‍‍‌‏‎أتدرون متن أزكى اللبريّة منصبا= وأفضلها ان عُدّد البدو والحضر ‍‍‌‏‎ولا تذروا عليا معتد وغيرها= ليُعرف منكم من له الحق والأمر ‍‍‌‏‎ومن عجب ان اللسان جرى لهم= بذكر على حين انقضوا وانقضى الذكر ‍‍‌‏‎فبادوا وعفى الله آثار ملكهم= فلا خبر يلقاك عنهم ولا خُبر ‍‍‌‏‎ألا تلكم الأرض العريضة اصبحت= وما لبني العباس في عرضها فتر ‍‍‌‏‎فقد دالت الدنيا لآل محمد= وقد جرّرت أذيالها الدولة البكر ‍‍‌‏‎ورد حقوق الطالبين مَن ركت= صنائعه في آله وزكا الذخر معز الهدى والدين والرحم التي= به اتصلت أسبابها وله الشكر ‍‍‌‏‎‍‍‌‏‎من انتاشهم في كل شرق ومغرب= فبدّل أمنا ذلك الخوف والذعر ‍‍‌‏‎فكل إمامي يجيء كأنما= على يده الشعرى وفي وجهه البدر ‍‍‌‏‎ولما تولت دولة النصب عنهم= تولى العمى والجهل واللؤم والغدر ‍‍‌‏‎حقوق أتت من دونها أعصر خلت= فما ردّها دهر عليه ولا عصر ‍‍‌‏‎فجرد ذو التاج المقادير دونها= كما جردت بيض مضاربها حمر ‍‍‌‏‎فانقذها من بُرثن الدهر بعدما= تواكلها القِرس المنيّب والهِصر(1) ‍‍‌‏‎وأجرى على ما أنزل الله قسمها= فلم يتخرّم منه قلّ ولا كثر ‍‍‌‏‎فدونكموها أهل بيت محمد= صفت بمعزّ الدين جمّاتها الكدر ‍‍‌‏‎فقد صارت الدنيا اليكم مصيرها= وصار له الحمد المضاعف والاجر ‍‍‌‏‎إمام رأيت الدين مرتبطا به= فطاعته فوز وعصيانه خسر ‍‍‌‏‎أرى مدحه كالمدح لله إنه= قنوت وتسبيح يُحَطّ به الوزر ‍‍‌‏‎هو الوارث الدنيا ومن خلقت له= من الناس حتى يلتقي القُطر والقُطُر ‍‍‌‏‎وما جهل المنصور في المهد فضله= وقد لاحت الاعلام والسمة البَهر ‍‍‌‏‎رأى أن سيسمى مالك الأرض كلها= فلما رآه قال ذا الصمد الوتر ‍‍‌‏‎وما ذاك أخذا بالفراسة وحدها= ولا أنه فيها الى الظن مضطر ‍‍‌‏‎ولكن موجودا من الأثر الذي= تلقاه عن حبر ضنين به خُبر ‍‍‌‏‎وكنزا من العلم الربوبي انه= هو العلم حقا لا القيافة والزجر ‍‍‌‏‎فبشّر به البيت المحرم عاجلا= اذا أوجف التطواف بالناس والنفر ‍‍‌‏‎وها فكأن قد زاره وتجانفت= به عن قصور الملك طيبة والسر ‍‍‌‏‎هل البيت بيت الله إلا حريمه= وهل لغريب الدار عن اهله صبر ‍‍‌‏‎منازله الأولى اللواتي يشقنه= فليس له عنهنّ مغدى ولا قصر ‍‍‌‏‎وحيث تلقّى جدّه القدس وانتحت= له كلمات الله والسر والجهر فان يتمنّ البيت تلك فقد دنت= مواقيتها والعسر من بعده اليسر ‍‍‌‏‎وإن حنّ من شوق اليك فانّه= ليوجد من رياك في جوّه نشر ‍‍‌‏‎ألست ابن بانية فلو جئته انجلت= غواشيه وابيضّت مناسكه الغبر ‍‍‌‏‎حبيب الى بطحاء مكّة موسم= تحيّي معّدا فيه مكّة والحجر ‍‍‌‏‎هناك تضيء الارض نورا وتلتقي= دنوا فلا يستبعد السفر السفر ‍‍‌‏‎وتدري فروض الحج من نافلاته= ويمتاز عند الامة الخير والشر ‍‍‌‏‎شهدت لقد اعززت ذا الدين عزّة= خشيت لها أن يستبد به الكبر ‍‍‌‏‎فأمضيت عزما ليس يعصيك بعده= من الناس إلا جاهل بك مغتر ‍‍‌‏‎أهنيك بالفتح الذي انا ناظر= اليه بعين ليس بغمضها الكفر ‍‍‌‏‎فلم يبق الا البرد تترى ومابأى= عليك مدى أقصى مواعيده شهر ‍‍‌‏‎وما ضر مصرا حين ألقت قيادها= اليك امد النيل أم غاله جزر ‍‍‌‏‎وقد حبّرت فيها لك الخطب التي= بدائعها نظم والفاظها نثر ‍‍‌‏‎فلم يُهرَق فيها لذي ذمّة دم= حرام ولم يحمل على مسلم أُصر ‍‍‌‏‎غدا جوهر فيها غمامة رحمة= يقي جانبيها كل نائبة تعرو ‍‍‌‏‎كأني به قد سار في القوم سيرة= تودّ لها بغداد لو أنها مصر ‍‍‌‏‎ستحسدها فيه المشارق انه= سواء اذا ما حلّ في الأرض والقطر ‍‍‌‏‎ومن اين تعدوه سياسة مثلها= وقد قلصت في الحرب عن ساقه الازر ‍‍‌‏‎وثقّف تثقيف الرديني قبلها= وما الطرف الا أن يهذّبه الضمر ‍‍‌‏‎وليس الذي يأتي بأوّل ما كفى= فشدّ به ملك وسدّ به ثغر ‍‍‌‏‎فما بمداه دون مجد تخلف= ولا بخطاه دون صالحة بهر ‍‍‌‏‎سننت له فيهم من العدل سنّة= هي الآية المجلى ببرهانها السحر ‍‍‌‏‎على ما خلا من سنّة الوحي اذ خلا= فأذيالها تضفو عليهم وتنجر ‍‍‌‏‎وأوصيته فيهم برفقك مردفا= بجودك معقودا به عهدك البر ‍‍‌‏‎وصاة كما أوصى بها الله رسله= وليس بأذن انت مسمعها وقر ‍‍‌‏‎وبينتها بالكتب من كل مدرج= كأن جميع الخير في طيه سطر يقول رجال شاهدوا يوم حكمه= بنا تعمر الدنيا ولو أنها قفر ‍‍‌‏‎بذا لا ضياع حلّلوا حرماتها= وأقطاعهافاستصفى السهل والوعر ‍‍‌‏‎فحسبكم يا اهل مصر بعدله= دليلا على العدل الذي عنه يفترّوا ‍‍‌‏‎فذاك بيان واضح عن خليفة= كثير سواه عند معروفه نزر ‍‍‌‏‎رضينا لكم يا أهل مصر بدولة= اطاع لنا في ظلّها الامن والوفر ‍‍‌‏‎لكم أسوة فينا قديما فلم يكن= بأحوالنا عنكم خفاء ولا ستر ‍‍‌‏‎وهل نحن الا معشر من عفاته= لنا الصافنات الجرد والعسكر الدثر ‍‍‌‏‎فكيف مواليه الذين كأنّهم= سماء على العافين أمطارها البتر ‍‍‌‏‎لبسنا به ايام دهر كأنّها= بها وسن أو مال ميلا بها السكر ‍‍‌‏‎فيا ملكا هدي الملائك هديه= ولكن نجر الانبياء له نجر ‍‍‌‏‎ويا رازقا من كفّه منشأ الحيا= وإلا فمن اسرارها نبع البحر ‍‍‌‏‎الا إنما الايام أيامُك التي= لك الشطرمن نعمائها ولنا الشطر ‍‍‌‏‎لك المجد منها يا لك الخير والعلى= وتبقى لنا منها الحلوبة والدر ‍‍‌‏‎لقد جُدت حتى ليس للمال طالب= وأعطيت حتى ما لنفسه قدر ‍‍‌‏‎فليس لمن لا يرتقي النجم همّة= وليس لمن لا يستفيد الغنى عذر ‍‍‌‏‎وددت لجيل قد تقدّم عصرهم= لو استأخروا في حلبة العمر اوكروا ‍‍‌‏‎ولو شهدوا الايام والعيش بعدهم= حدائق والآمال مونقة خضر ‍‍‌‏‎فلو سمع التثويبَ من كان رمّة= رفاتا ولبى الصوت من ضمّه قبر لناديت من قد مات حيّ بدولة= تُقام لها الموتى ويرتجع العمر
Testing