حيّا الحيا تلك المعاهد والدمن
ابراهيم بن نشرة البحراني
حيّا الحيا تلك المعاهد والدِمَنْ= وسقى العهاد عهود غمدان اليمنْ
وافترّ ثغر البرق في أرجائها= فرحاً بدمع المعصرات إذا هتنْ
أيام نلت بها المسرَّة مثلما=نلت السعادة في ولاء أبي الحسنْ
صمصامة الدين الحنيف ودرعه=رب العلى قطب النهى محيي السننْ
ربَّ السماحة والرجاحة وال=فصاحة والوصي المؤتمن
(رب السماحة والرجاحة والبلا=غة والفصاحة والوصيّ المؤتمن)(1)
صنو النبي المصطفى ووزيره=وشهابه في الحادثات إذا دجن
أسداً إذا اقتحم الجلاد مشمراً=عن ساعديه ترى الاسود تروغ عن
هو قالع البالب القموص بساعدٍ=لو رام إمساك النجوم له هوَن
هو فلك نوح والذي لولاه لا=صبح أضاء ولا دجى ليل دجن
هو عيبة العلم الذي من بعضه ال=علم المحيط بما استبان وما بطن
يا واحد الدنيا وبيت قصيدها=ومفيد أرباب الذكاءة والفطنْ
أصبحت في العلياء غير مزاحم=علماً تقاد لك المعالي بالرسنْ
أنت الذي من فوق منكب أحمد=بالرجل دست غداةَ نكّست الوثن
شيّدت دين الحق منك بصارم=خرَّت له شم الأنوف على الذقن
وبضعت عرق الشرك منك بمبضع=أجرى النجيع ونبضه المؤذي سكن
ونسفت طود الغي بعد شبابه=حتى عفى وكسرت ألوية الفتن
من مثل حيدرة الكميّ إذا سطا=كلّ لسطوة بأسه يتسترن
قل للذي جحد الوصي ولاءه=كن كيف شئت فشأن صفقتك الغبن
أجهلت رتبة حيدر من أحمد=قل لي وحقك "هل أتى" نزلت بمن
قسماً بمعبود له فرض الولا=عن حبه يوم المعاد لتسألن
هذا الذي شمل الورى من فضله=جود ومعروف وألطاف ومن
قل للذي نظم المديح لغيره=متمثلاً "بالصيف ضيعت اللبن"
يا والد السبطين دعوة موجع=صبٍّ عليه تراكمت ظلم المحن
لي من ودادي فيك يا كهف الورى=شغف ينازعني أكاد له أجن
مالي غداة الحشر غيرك شافع=إن لم تكن أنت الشفيع فمن ومن
واليك "إبراهيم" زفَّ خريدة=عذُبت كأن مذاقها في الذوق من
وعليك صلى اللَّه يا علم الهدى=ما غرّدت ورق الحمام على فنن