بَخٍ بَخٍ لك يا علي
أصبحتَ مولاي ومولى جميعِ المؤمنين
ماذا أقولُ بمنْ في مدحهِ نزلتْ = أمُّ الكتابِ وما جاءتْ من السِّوَرِ
وقال أحمدُ قِدْماً في فضائلهِ = ما لا يُحيطُ به رأيٌ من الفِكَرِ
لو كانتِ الأرضُ طرساً والبحارُ غدت = حِبْراً وأقلامها من أفرُعِ الشّجرِ
وأصبح الناسُ كتّاباً بأجمعِهِم = ثمَّ الملائكةُ الأنوارُ في الأثَرِ
لما استطاعوا بأن يحصوا فضائلَهُ = جميعَها لا ولا عُشْراً من العُشُرِ
فلا يُلامُ أبو حفصٍ بقَوْلَتِهِ = بخٍ بخٍ لكَ يابنَ السّادةِ الغُرَرِ
فيا جميعَ الورى والوا أبا حسنٍ = كفاكُمُ شاهداً ما جاء عن عمر
بَخٍ بَخٍ لك يا علي
يومَ الغديرِ أقامَ اللهُ حجَّتَهُ = على الأنامِ إماماً سيدّ البشرِ
آخاه أحمدُ دون الناسِ قاطبةً = وفيهمُ سادةٌ من خيرةِ الخِيَرِ
لكنَّ أحمدَ قد آخى أبا حسنٍ = وكان يعلمُ ما يلقى من الغِيَرِ
وقد كفاهُ إله العرشِ شِرْذِمَةً = توارثوا الغدرَ بالساداتِ والطُهُرِ
ما آمنوا ساعةً بالمصطفى أبداً = فالحقدُ في القلبِ لم يُبْقِ ولم يَذَرِ
سنّوا الضلالَ ولو سنّوا الهدى سعِدوا = وليس يُنقَذُ طاغٍ من لظى سَقَرِ
فيا جميعَ الورى والوا أبا حسنٍ = كفاكمُ شاهداً ما جاءَ عن عمر
بَخٍ بَخٍ لك يا علي
من كان غير عليٍّ في الوغى بطلاً = يُجَدّلُ الأسْدَ في جَوٍّ من الذعُرِ
هاتوا دليلاً على الشيخينِ أنهما = خاضا حروباً ونالا عزَّةَ الظَفَر
كلاهما كان في الهيجاءِ مُنشغِلاً = يبغي النجاةَ وقد فرّا من القدر
لم يحملا السيفَ إلاّ يومَ زينتهِم = ولا يميزانِ بين البيضِ والسُّمُرِ
سلْ عنهما أحُداً أو خيبراً سترى= ما لا يسرُّ من الأخبار والسِّيَر
لِمْ أخَّروهُ ومالوا عن طريقتِه = واستبدلوا الدرَّ بالأصدافِ والحَجَر
فيا جميعَ الورى والوا أبا حسنٍ= كفاكمُ شاهداً ما جاء عن عمر
بَخٍ بخٍ لك يا علي
فرضُ الولايةِ في يومِ الغدير أتى = خيرَ الفروضِ فيا بُشرى لمبتشِرِ
خصَّ النبيُّ عليّاً في خلافتهِ = نصُّ الغدير غدا نوراً لِذي بَصَر
من كنت مولاهُ فالمولى أبو حسنٍ= بعدي عليكم أميرٌ غير مؤتمِرِ
فبايعوهُ وهم في نكثِ بيعتِهِ = خانوا الرسالةَ طول الدهر والعُصُر
لكنهم أضمروا مالا يُقامُ بهِ = دينٌ فليس لهُم عُذرٌ لمعتذِرِ
وجانبوا شَرعَهُ بالانقلابِ وما = صاروا إلى الناسِ إلاّ عِبرةَ العبَرِ
فيا جميعَ الورى والوا أبا حسنٍ = كفاكمُ شاهداً ما جاء عن عمر
بخٍ بخٍ لك لك يا علي
أصبحتَ مولاي ومولى جميع المؤمنين